الهواء أن ينزل متسفلا عن خلاء يحصل فيه نزولا مندفعا (1) فى الماء ، فينبغى أن لا يحتاج الهواء إلى أن يفارقه ويتخلص عنه (2). فإن (3) كان الخلاء هو الذي يأباه ، فلم لا يأتى الهواء الآخر ، وإن كان الماء يأباه فلم (4) إذا أحكم (5) المص ثم ترك حتى يخرج من الهواء ما من شأنه أن يخرج ، وكب سريعا على الماء ، دخله الماء ، فإن كان الخلاء يأبى أن يشغله الهواء ويدفعه فلأن يأبى جذب الماء (6) أولى ، فلعل الخلاء يبغض الهواء بطبيعته (7)، ويجذب الماء (8) فلم يترك الماء المنفوش فى الهواء الشاغل لخلل (9) الهواء الخالية (10) ينزل ، وإن كان ثقله يغلب جذب (11) ذلك الخلاء ، فلم ثقل الماء المكب (12) عليه القارورة لا يغلب الخلاء ، بل ينجذب (13)، وإمساك الثقيل المشتمل عليه أصعب (14) من إشالة (15) الثقيل المباين (16). فإذا استبانت استحالة هذا القسم ، بقى أن السبب فيه (17) التجاء الهواء (18) إلى حجم أصغر للانضغاط ، فإذا زال انبسط (19) إلى حجمه ، ولأجل أن هناك سببا آخر يقتضى حجما أكبر وهو التسخن والتلطف ، بقسر تحريك النفخ إن (20) كان ممنوعا عن مقتضاه بالضغط الذي يكثفه (21) أشد من تلطيف هذا ، وقد زال العائق ، فاقتضى السخونة العارضة أن يصير الهواء أعظم حجما من الحجم الذي كان قبل النفخ ، ومن أجل أن تلك السخونة عرضية بهذا ، وتزول ، وينقبض الهواء إلى الحجم الذي اقتضته (22) طبيعته لو لم تكن تلك السخونة ، فيعود الماء فيدخل لاستحالة (23) وقوع (24) الخلاء. فلهذا ما تشاهد من أن المنفوخ بالقوة أو لا يتبقبق (25) منه هواء يخرج ، ثم يأخذ فى جذب الماء إلى نفسه ، كما لو سد فم القارورة بإصبع (26) وسخنت بنار حارة لا تكسرها ، ثم أكبت (27) على (28) لماء ، عرض أولا تبقبق ثم امتصاص منها للماء.
وأما الجواب عن الحجة التي بعد هذه (29)، فمناسب لهذا الجواب ، وذلك لأن المتحرك يدفع ما يليه من قدام من الهواء ، ويمتد ذلك إلى حيث (30) لا يطيع فيه الهواء المتقدم للدفع (31)، فيتلبد الموج (32) بين المندفع وغير المندفع (33)، ويضطر إلى قبول حجم أصغر ، وما خلفه يكون بالعكس ، فيكون بعضه ينجذب معه ، وبعضه يعصى فلا ينجذب (34) فيتخلخل
Sayfa 147