إلهام الله للنفوس فجورها وتقواها
يقول ربنا سبحانه: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس:٨]، الإلهام علم يحصل من غير تعليم من الله ﷻ.
﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس:٨] التقوى: الطاعة والخير، والفجور: المعصية والشر.
وهذا كله بقدر الله.
روى الإمام مسلم عن أبي الأسود الدؤلي ﵀: أن عمران بن حصين ﵁ سأله فقال له: أرأيت ما يسعى الناس فيه ويتكادحون، أأمر قدر عليهم فيما مضى وسبق، أم أمر يستقبلونه فيما أنزل الله على نبيه ﷺ؟ قال: فقلت: بل أمر قدره الله عليهم وسبق، فكل شيء بقدر، فقال: أترى ذلك ظلمًا؟ قال: ففزعت فزعًا شديدًا، وقلت له: ليس ظلمًا بل الله ﷿ لا يسأل عما يفعل، فقال لي: سددك الله! إنما سألتك لأختبر عقلك.
وهذا يؤخذ منه: أن العالم يطرح السؤال على المتعلم من أجل أن يختبره، وإذا كان مخطئًا يسدده ويصححه.
قال: إنما سألتك لأختبر عقلك، وإن رجلًا من مزينة أو جهينة أتى رسول الله ﷺ فسأله فقال: يا رسول الله! أرأيت ما يعمل الناس ويتكادحون فيه، أأمر قد قضي فيما سبق وقدر أم أمر يستقبلونه وتقوم الحجة به؟ فقال النبي ﷺ: (بل أمر قد قدر.
قال: ففيم الحساب؟ -إذا كان شيء مقدر وكتب الفجور وكتبت التقوى- قال النبي ﷺ: اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
19 / 8