236

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

Türler

معاني النفس في القرآن
قال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ [الشمس:٧] اعلموا بارك الله فيكم أن النفس في القرآن تطلق ويراد بها أربعة معاني: كلمة النفس تطلق ويراد بها الروح، ومنه قول الله ﷿: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ﴾ [الأنعام:٩٣]، أي: أرواحكم.
وتطلق النفس ويراد بها مجموع الروح والجسد مع بعضهما، كما في هذه الآية: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ [الشمس:٧]، أي: سوى خلقتها فجعلها معتدلة مستقيمة، وسوى فطرتها فجعلها فطرة قويمة.
وتطلق النفس ويراد بها القلب، كما في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ﴾ [الأعراف:٢٠٥]، أي: في قلبك.
﴿تَضَرُّعًا وَخِيفَةً﴾ [الأعراف:٢٠٥].
وقول الله ﷿ في شأن قصة يوسف: ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ﴾ [يوسف:٧٧] أي: في قلبه.
وتطلق النفس على القوة المفكرة المدبرة، كما في قول الله ﷿: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ [النازعات:٤٠]، وقول الله ﷿: ﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ [القيامة:٢].
فيقسم ربنا بهذه النفس التي فيها عجائب ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ [الشمس:٧] أي: ومن سواها ﷻ أو وتسويتها.

19 / 7