وأما السماع فإن العرب عبرت بسيفعل وسوف يفعل عن المعنى الواحد الواقع في وقت واحد، فصح بذلك توافقهما وعدم تخالفهما، فمن ذلك قوله تعالى (وسوف يُؤتِي الله المؤمنين أجرا عظيما) وقوله تعالى (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيُدخلهم في رحمة منه وفضل) وقوله تعالى (كلا سيعلمون) و(كلا سوف تعلمون) ومنه قول الشاعر:
وما حالةٌ إلا سَيُصْرَفُ حالها ... إلى حالة أخرى وسوف تزول
فهذا كله صريح في توافق سيفعل وسوف يفعل في الدلالة على مطلق الاستقبال دون تفاوت من قرب وبعد، إلا أن سيفعل أخف، فكان استعمالها أكثر.
ص: وينصرف إلى المضي بلم، ولمّا الجازمة، ولو الشرطية غالبًا، وبإذ، وبربما، وقد في بعض المواضع.
ش: المضارع المنفي بلم ولما ماضي المعنى بلا خلاف، وهل كان ماضي اللفظ فتغير لفظه دون معناه، أو لم يزل مضارعًا فتغير معناه دون لفظه ففي ذلك خلاف، والأول قول ضعيف لا نظير له، والثاني هو الصحيح لأنه نظير ما أجمع عليه في الواقع بعد لو وربما وإذا كقول الله تعالى (ولو يؤاخذُ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة) وكقول كثير:
لو يَسمعون كما سمعتُ كلامَها ... خرُّوا لعزَّةَ رُكَّعًا وسجودا
وكقول الشاعر في ربما:
لا يُضيع الأمينُ سرًّا ولكنْ ... ربَّما يُحسبُ الخئون أمينا
1 / 27