إن الله - عز وجل - يتكلم، ويقول، ويتحدث، وينادي، كلامه بصوت وحرف، والقرآن كلامه، منزل غير مخلوق، وكلام الله صفة ذاتية فعلية: ذاتية باعتبار الأصل، وفعلية باعتبار الآحاد، ومرد هذا القول عند أهل السنة والجماعة هو كتاب الله يقول الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} (¬2) وقوله # تعالى: {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إني أنا الله رب العالمين} (¬1) وقوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} (¬2)، وقوله: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} (¬3) وقوله تعالى: {ومن أصدق من الله حديثا} (¬4) والكلام صفة من صفات الله - عز وجل - على الحقيقة، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، وليس من إضافة المخلوق إلى الخالق، ومن زعم ذلك فقد وقع في بدعة عظيمة، تفضي به إلى القول بخلق القرآن، # والقرآن كلام الله تعالى، وهو صفته وصفات الله - عز وجل - ليست مخلوقة، وليست إضافة الكلام إليه تعالى إضافة وصف، بل إضافة صفة على الحقيقة، ومن زعم غير هذا فقد وقع في بدعة عظيمة، وهي القول بالحلول ووحدة الوجود، وقد سدد الله تعالى في الأمرين أهل السنة والجماعة فقالوا: بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (¬1) وأثبتوا لله تعالى الأسماء والصفات على الحقيقة، وعلى ما يليق بجلال الله وعظمته، بلا كيف ولا تمثيل.
13 - أصغى إليه فوعى بأذنه ما سمعا ... ثم أجاب مسرعا جواب ثبت أروع
مراد الناظم من هذا القول أن الله تعالى كلم موسى بصوت مسموع، سمعه موسى، بأذنه ووعى كلام ربه - عز وجل -، ونتيجة لذلك أجاب دون تردد في أن من كلمه هو ربه سبحانه وتعالى، وأسرع في تنفيذ ما كلف به من رسالة إلى فرعون وقومه.
Sayfa 63