قال ارسطو وايضا فانه قد يظن ان هاهنا جلسا اخر رابعا يبحث عن اسطقسات جميع الموجودات من غير ان يدفع ان المقولة على انحاء شتى لا يمكن ان توجد الا انهم يبحثون على هذا النحو عن الاشياء التى تكون منها الاسطقسات اما فى بعضها فمن الفعل والانفعال والملاءمة وليس ذلك فى اى شىء كان بل انما يمكن فى الجوهر فقط حتى يكون البحث انما هو عن اسطقسات جميع الموجودات والتماس تحصيلها وليس ذلك بحق وكيف يمكن الانسان ان يتعرف اسطقسات جميع الموجودات وذلك انه من البين انه لا يمكن ان يتعلم شيئا من الاشياء ان لم يكن يتقدم العلم باوائله مثل ان يتعلم متعلم الهندسة الا انه يتقدم فيعلم اشياء من ذلك العلم الذى يريد ان يتعلمه لا يعلم واحدا منها وكذلك الحال فى الاخر حتى تكون الصناعة التى يرى قوم انها تعلم كل شىء لا تعرف شيئا على هذه الصفة التفسير يقول واذا انزلنا ان الانواع وبالجملة المعقولات الكلية امور موجودة خارج النفس وانها صور الموجودات لزم ان يكون هذا الجنس من الموجودات جنسا رابعا غير الثلاثة الاجناس وان تنظر فيه صناعة رابعة غير الصنائع الثلث الناظرة فى الامور التعاليمية والطبيعية والامور الالاهية وهذا امر لازم لمن لا يضع ان المعقولات الكلية لا توجد خارج النفس وانما لزمهم ان يكون هذا الجنس يبحث عن اسطقسات جميع الموجودات لانه اذا كانت هذه الانواع هى اسطقسات جميع الموجودات اى صورها وكانت كل صناعة انما تبحث عن اسباب الاشياء التى هى موضوعات تلك الصناعة وكان يلزم ان تكون موضوعات هذه الصناعة هى اسطقسات الاشياء لزم ان تكون هذه الصناعة الرابعة تبحث عن اسطقسات الاسطقسات وقوله الا انهم يبحثون على هذا النحو عن الاشياء التى منها تكون الاسطقسات يريد الا انه اذا كانت هذه الانواع الموجودة خارج النفس هى جواهر موضوعات العلوم الثلثة وكانت الصناعة الناظرة فى الانواع تفحص عن اسباب الاسباب وجب ان تكون كل صناعة من هذه الصنائع الثلاث تفحص عن اسباب اسبابها وقوله اما فى بعضها فمن الفعل والانفعال والملاءمة وليس ذلك فى اى شىء كان بل انما يمكن فى الجوهر فقط يريد وليس يمكن ذلك فى شىء من الصنائع الثلث اعنى ان يفحص عن اسباب الاسباب الا فى الصناعة التى تفحص عن اسباب الفعل والانفعال والملاءمة التى بين الصورة والمادة وقوله حتى يكون البحث الى قوله وليس ذلك بحق يريد الا انه ليس اللازم عن الوضع الاول ان تفحص واحدة من الصنائع الثلث عن اسباب اسبابها بل ان تفحص كل واحدة من الصنائع الثلث عن اسباب اسبابها وليس ذلك بحق وقوله وكيف يمكن الانسان ان يتعرف اسطقسات جميع الموجودات الى قوله فيعلم اشياء من ذلك العلم الذى يريد ان يتعلمه لا يعلم واحدا منها يريد وكيف يمكن ان تكون هاهنا صناعة يمكن ان تتعرف اسطقسات جميع الموجودات وذلك انه من البين انه لا يمكن ان يتعلم شيئا من الاشياء الموضوعة فى الصنائع ان لم يتقدم العلم بالمعقولات الاول فى تلك الصناعة وذلك انه ان احتاج ان يتعلم اوائل العلم فى تلك الصناعة لزمه ان يتعلم اوائل الاوائل ويمر ذلك الى غير نهاية فيلزم ان يكون الذى يريد ان يتعلم علما واحدا من هذه العلوم لا يعلم شيئا منها مثل ان يكون متعلم الهندسة لا يمكنه ان يتعلمها حتى يتقدم فيعلم اشياء هى مبادى ذلك العلم الذى يريد ان يتعلمه فانه لا يعلم واحدا منها ثم قال وكذلك الحال فى الاخر الى قوله لا تعرف شيئا على هذه الصفة يريد وكذلك يلزم فيما عدى علم الهندسة من العلوم حتى تكون الصناعة التى يرى قوم انها تعلم كل ما فيها بتعليم لا تعلم شيئا من الاشياء
[48] Textus/Commentum
Sayfa 156