ولا يسير سير الغافلين الذين ذمهم الله بقوله: { وكأين (¬1) من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون } (¬2) ، وبقوله : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } (¬3) ، وحسبه ما قال ربه، وقد قيل : السفر مظنة (¬4) رؤية العجائب .
ولا نعلم أنه يلزمه شيء من معاني الحج نفسه حتى يصل إلى المواقيت .
فصل في آداب السير (¬5) نقلا بعينه (¬6) عن بعض قومنا (¬7) :
¬__________
(¬1) في ( ص ) : وكم ، والصواب المثبت بالأعلى .
(¬2) سورة يوسف ، الآية 105 .
(¬3) سورة يوسف ، الآية 109 .
(¬4) في ( ي ) : مطية ، والصواب ما في الأصل ، ومظنة : مفعلة من الظن ، أي الموضع الذي يظن به الشيء فمظنة الشيء : موضعه ومألفه الذي يظن كونه فيه ، والجمع مظان . انظر : ( ابن منظور، لسان العرب، " ظنن" ج13 ص274 ) . فالسفر موضع يظن فيه رؤية عجائب خلق الله تعالى .
(¬5) في ( ي ) : أدب المسير .
(¬6) المراد أنه نقله بنصه الذي وجده ، من غير تصرف فيه .
(¬7) يطلق الإباضية مصطلح " قومنا " على غيرهم من أصحاب المذاهب الأخرى . انظر : ( إسماعيل بن صالح الأغبري، المدخل إلى الفقه الإباضي، رسالة ماجستير من كلية الشريعة بجامعة اليرموك، 1422ه2002م، ص43 ) . ولم يتعين لي مأخذ الشيخ من أي كتاب بعينه، ولا ريب أن كثيرا من الكتب قد اعتنت ببيان آداب السير، ومن أشهرها: " رياض الصالحين " و " الأذكار " وكلاهما للإمام النووي.
Sayfa 56