Hippokrat'ın Bölümleri Üzerine Şerh

İbn-i Nefis d. 687 AH
114

Hippokrat'ın Bölümleri Üzerine Şerh

شرح فصول أبقراط

الشرح: قد مضى في ذكر أحكام B الجنوب والشمال مطلقا، وفي ذكر أحكام الفصول وتركيبها كلاما مختصرا، والآن نذكر حكم الأيام. ولا شك أن اليوم الواحد إذا كان على طبيعة فصل أو بلد أوجب من أحكام ذلك ما لا يتوقف على السبب القوي كما بينا في فصل: إذا كان في أي وقت من أوقات السنة في يوم واحد مرة حر ومرة برد. ونقول: إن اليوم الشمالي يكون باردا يابسا، وكلاهما يوجبان الاجتماع والتكرر ، وذلك يجمع الأبدان ويشدها ويقويها لاحصار الحار الغريزي ويقويه بالاجتماع. ويجود حركتها أي قوتها الحركية لإزالته الكسل الذي تحدثه الرطوبة والحرارة المرخية، هذا إذا كان الهواء على طبيعة الشمال يوما أو أياما قلائل. أما لو دام ذلك، أضعف قوة الحركة لإضرار البرد بالعصب. وكذلك يصفي السمع أيضا ، لأنه يبطل الأبخرة المتصعدة بسبب الحرارة والرطوبة، وليس هذا مختصا بالسمع بل يعم ذلك جميع الحواس؛ بخلاف الجنوب فإنه يكدر الحواس كلها، للحرارة والرطوبة المرخية A ولجل كثرة الأبخرة. قوله: ويحسن ألوانها. هذا عندي فيه إشكال، وذلك لأن فعل البرد واليبس بالذات هو ردع الدم إلى الباطن وتكثيف ظاهر البدن، وذلك موجب لرداءة اللون؛ بخلاف الحرارة اللطيفة فإنها تجذب الدم إلى الظاهر فيحمر اللون ويحسن. وأما إن قيل: إنه يفعل ذلك بالعرض بأن يقوي الهضم فيجود الكيموسات ويكثر الدم فذلك جائز، ولكن لا يكون هذا في يوم واحد بل في مدة طويلة يتأتى فيها ذلك. ويمكن أن يجاب عنه بأنه أراد أنه يحسن ألوانها بالنسبة إلى اليوم الجنوبي المفرط الحر. وأما أنه يجفف البطن فظاهر، وقد بسطنا شرحه وبرهنا عليه في قوله: وأما الشمال فيحدث السعال والحلوق والبطون اليابسة. وكذلك قوله: ويحدث في الأعين لذعا ظاهرا (156) لأن البرد واليبس يفعل ذلك وخصوصا في عضو قوي الحسبارز للهواء. قوله: وإن كان في نواحي الصدر وجع متقدم هيجه وزاد فيه. وذلك B لأن هذا المضع الغالب عليه العظام والأعضاء الباردة والبرد واليبس يضر ذلك. فإن قيل: فلما جعل أولا الشمال يحدث وجعا في الأضلاع والصدر، وقال ذلك مطلقا، وهنا لم يجعله محدثا للوجع بل مهيجا له وزائدا فيه. قلنا: لأن السبب ضعيف، لأنه ليس بدائم فلا يقوى على إحداث الأوجاع في هذه المواضع، لأن القلب قريب منها فهو يقويها ويسخنها فلا ينفعل إلا عن سبب قوي. ولهذا لم يجعل هذا موجبا للاقشعرار ولا لعسر البول، لأن ذلك لا يكون إلا عن سبب قوي دائم. وأما اليوم الجنوبي فإنه يحل الأبدان ويرخيها ويرطبها، وذلك لأجل الحرارة والرطوبة. ويكفي في ذلك يوم واحد، لأن البدن بحرارته ورطوبته يقبل ذلك بسرعة ويحدث ثقلا في الرأس وثقلا في السمع وسدرا؛ ذلك كله لأجل الحرارة والرطوبة الموجبتان لكثرة الأبخرة وتصعدها إلى الرأس فتتكدر الحواس كلها، فلذلك يثقل السمع. A وأما ثقل الرأس فلكثرة ما يتصعد من المواد، ولاسترخاء العصب بالحرارة والرطوبة فلا يقوى الدماغ على حمل ما يتصعد إليه فيحس بثقله. وأما السدر فلكثرة الأبخرة . والسدر هو ظلمة تغشى العينين عند القيام. قوله: وفي البدن كله عسر الحركة. إن ذلك لاسترخاء العصب بالحرارة والرطوبة لأن الحرارة مسيلة والرطوبة مرخية، ولهذا قالوا: إن العصب كلما جف ازداد قوة وجودة إلى أن يتشنج. ولهذا ما يحصل للممرورين من القوة في أعضائهم ولو عند الموت، حتى إن أحدهم ليقوى على ما لا يقوى عليه جمع من الأصحاء، وما ذلك إلا ليبس أعصابهم. قوله: ويلين البطن. لضد ما قلنا في تجفيف الشمال للبطن. وأبقراط يعبر بالبطن على البراز على سبيل المجاز.

[aphorism]

Sayfa 148