69

قال أبقراط: اختلاف الدم إذا كان ابتداؤه من المرة السوداء، فتلك من علامات الموت.

[commentary]

قال عبد اللطيف: اختلاف الدم إذا كان ابتداؤه من المرة السوداء دل على الاحتراق أولا، والاحتراق إنما شأنه أن يكون آخر الأمراض، فإذا كان في أولها دل على غاية الخبث والرداءة. وأكثر ما يبتدئ اختلاف الدم PageVW1P052B من المرة الصفراء فتسحج بحدتها الأمعاء، ثم بآخره تحدث فيها تآكل وقرحة (90)؛ فأما ما كان من المرة السوداء فليس PageVW0P060B يبرأ. ولا فرق بين قرحة الأمعاء الكائنة من المرة السوداء وبين السرطان في سطح البدن، لكن القرحة السوداوية الكائنة في سطح البدن لا تكاد تبرأ، مع أن الأدوية تنالها وتثبت عليها؛ وأما التي في الأمعاء فلا يكاد ينالها الدواء ولا يثبت عليها أصلا، فبالحري PageVW2P072A ألا تبرأ.

[فصل رقم 135]

[aphorism]

قال أبقراط: خروج الدم من فوق - كيف كان (91) - علامة رديئة، وخروجه من أسفل علامة جيدة إذا خرج منه شيء أسود.

[commentary]

قال عبد اللطيف: قوله: "من فوق" يريد من الفم لا (92) من المنخرين. وقوله: "من أسفل" يريد المقعدة خاصة. "وقوله: كيف كان" يعني كان أحمر، أو أصفر، أو أسود (93)، أو مائيا أو ثخينا؛ فإنه إذا خرج من الفم فهو مذموم على كل حال. وأما إذا خرج PageVW3P070A من المقعدة فقد يكون محمودا، وقد يكون مذموما؛ فإنه إذا خرج كثيرا على طريق الانفجار لم يكن محمودا، لكن إذا تجلب قليلا قليلا حتى يعرض له - بإبطائه في مسلكه - أن يسود. وانصباب الدم إلى الأمعاء بالجملة رديء، لكنه إن كان قليلا فهو أحمد (94) وأقل رداءة * منه إذا خرج على طريق الانفجار. وخروج الدم من أسفل أقل رداءة (95) من خروجه (96) من فوق، أو أجود من خروجه من فوق. وأما على الإطلاق، فخروج الدم من فوق ومن أسفل رديء على كل حال، لاسيما إن خرج منه شيء أسود ويمكن أن يفهم قوله: "من أسفل" من أفواه عروق المقعدة، وهذا إذا خرج من صاحب الوسواس السوداوي، أو من أشرف عليه شفي منه وأمن من حدوثه، ولاسيما إذا خرج منه شيء أسود؛ وحينئذ فإن خروج (97) الدم الأسود من أفواه العروق جيد على الإطلاق.

[فصل رقم 136]

[aphorism]

Bilinmeyen sayfa