68

قال أبقراط: أي مرض خرجت في ابتدائه المرة السوداء من أسفل، أو من فوق، فذلك منه علامة دالة على الموت.

[commentary]

قال عبد اللطيف: هذه هي المرة السوداء PageVW0P060A بالحقيقة وإذا خرجت من البدن في ابتداء المرض، أو في تزيده، لم يكن خروجها عن فعل الطبيعة، بل عن رداءة كيفيتها أو عن زيادتها في الكمية، وهذا أدل شيء على الهلاك. واعلم أنه لا يخرج شيء في ابتداء المرض عن فعل الطبيعة، لكن عن غلبتها، وخروج ما يخرج في أول المرض وهو نيء لم ينضج يدل على طول المرض، أو على الموت، أو على عودة من المرض؛ فإذا ظهرت المرة السوداء وكل (78) خلط هو في الرداءة مثلها في آخر المرض بعد ظهور (79) علامات النضج دل على أن استفراغه محمود، وإن ظهرت (80) قبل النضج دل على التلف.

[فصل رقم 133]

[aphorism]

قال أبقراط: من كان قد نهكه مرض حاد أو مزمن أو إسقاط أو غير ذلك، ثم خرجت منه مرة سوداء، PageVW2P071B أو بمنزلة الدم الأسود من فوق أو أسفل فإنه يموت من غد ذلك اليوم.

[commentary]

قال عبد اللطيف: قوله: "نهكه" معناه بلغ الغاية في إضعافه، سواء كان المرض الذي نهكه حادا (81) قريب المدة، أو مزمنا، أو إسقاطا (82) من حامل، فاستفرغ منها دما كثيرا (83) أو غير ذلك من الأشياء التي تنهك البدن، ثم خرجت PageVW3P069B منه في آخر * الأمر مرة سوداء (84) أو بمنزلة الدم الأسود، أي شيء بمنزلة الدم الأسود، بالقيء أو (85) بالإسهال (86) فإن المريض يموت من غد ذلك اليوم، لأنه يدل على أن الطبيعة قد ضعفت (87) حتى لا تقدر أن تنضج ولا تميز ولا تستفرغ هذه الأخلاط الرديئة جدا، فلعظم المرض وتفاقمه تفيض وتنصب إذ ليس شيء يحبسها، ولذلك صار استفراغها يدل على شدة الحال، وليس يتأخر الموت. والمرة السوداء هي الدابية (88) البراقة التي لها نشيش (89) وغليان إذا ألقيت على الأرض، وفيها حموضة خلية وتلذيع. وأما الشبيه بالدم الأسود، فهو غليظ جامد، ليس فيه من الحدة والتلذيع ما في المرة السوداء.

[فصل رقم 134]

[aphorism]

Bilinmeyen sayfa