============================================================
شمالأ، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرك إليه فحدث اسم القدام له، واسم الخلف لما يقابله، ولو لم يخلق الإنسان بهذه الخلقة، بل خلق مستديرا؛ كالكرة لم يكن لهذه الجهات وجود.
واعلم أنه تعالى لا يجري عليه زمان؛ لأن الزمان عندنا عبارة عن متجدد يقدر به متجدد آخر، وعند الفلاسفة عبارة عن مقدار الحركة التي للفلك الأعظم، وهما حادثان: وهو الذي خلق الزمان والمكان؛ لأنه أول آخر ظاهر باطن، تفانت الأوائل والأواخر في أزليته وأبديته، تفرد في الأزل بنغت العظمة والجلال قبل الكؤن والمكان والدهر والأزمان، غرفنا الزمان والمكان بتعريفه إيانا، وإن شاء كوتنا ولم نعرف زمانا ولا مكانا، وكوننا في المكان ولو شاء كوننا ولا مكان؛ لأنه قد كون المكان لا في مكان؛ إذ لو كان في مكان لتسلسل، فعلمنا بأنا لا نكون إلا في مكان من قضايا عقولنا، وهذه القضايا هيأها لنا لنعقل بها المعقول ونعلم بها المعلوم، ولو شاء هيأ لنا غيرها، فعوالم قدرته غير محصورة، فلا تحصر القدرة بعقلك؛ إذ العقل قوته أن يحصر الحكمة، فأما القدرة فلا يحصرها: (وله يشار إليه بهنا) قريبا، (وهناك) بعيدا؛ لأن كل ما يشار إليه بالاشارة الحسية فهو متناه من جميع الجواتب، وكل ما كان متناهيا من جميع الجوانب فهو حادث (وله يصح عليه الحركة)، لأن الحركة: عبارة عن حصول جسم في مكان بعد حصوله في مكان آخر، وقد ثبت تنزيهه عن المكان وكونه ما (والانتقال) لأن الانتقال عبارة عن حصول الجسم بتمام أجزائه في محل (26/ب] بعد حصوله بتمام أجزائه في محل آخر، وذلك محال على الله تعالى والظواهر الموهمة للتجسيم والحركة والانتقال والإشارة إليه وكونه في ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Sayfa 54