============================================================
ونقول: إن ما قالته المعتزلة باطل من جهة أن الكلام صفة له تعالى، ولا يجوز أن يكون صفة الشيء قائما بغيره، فإن المتحرك يطلق على من ثبتت له الحركة، لا على من أحدث الحركة في غيره، وذلك بالاجماع.
اعلم أن كلامه تعالى واحد عندنا كسائر الصفات، وأما [21/ب] انقسامه إلى الأمر والنهي والخبر والاستفهام والنداء فإنما هو بحسب التعلق، وسيأتي زيادة تحقيق للكلام إن شاء الله تعالى.
(حي؛ أي: ذو حياة. والحياة في حقه تعالى صفة قديمة قائمة بذاته، موجبة لصحة العلم والقدرة، وكل وضفي يصح له فهو واجب؛ أي: حاصل له بالفعل ولا يزول لتعاليه عن القوة والإمكان. وفي حقنا: اعتدال المزاج النوعي، أو قوة تتبع ذلك الاعتدال: والدليل على إثباتها أنه قد ثبت أنه تعالى عالم قادر مريد، ويستحيل الاتصات بهذه الصفات دون الاتصاف بالحياة. جلت حياته عن مدد العناصر أو معونة من الظاهر والباطن.
اعلم أنه تعالى قيوم، وهو الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظهم، فيعول: من قام بالأمر إذا حفظه، وهو مبالغة قائم والقيوم: هو الذي يقوم به كل موجود، حتى لا يتصور للأشياء وجود إلا به؛ لأن قوامه بذاته، وقوام كل شيء به، وهو متفرع على كونه حيا، ولذلك قال النبي ية: "إن اسم الله الأعظم هو الحي القيوم".
سعيغ) يسمع النداء، ويجيث الذعاء، يسمع تداء الضمير من غير تعبير باللسان وتفسير، لا يشغله سمع عن سمع، ولا تشتبه عليه الأصوات، ولا تغلطه المسائل، ولا تختلف عليه اللغات، يسمع خفيق الطيور، ونداء الديدان في بطن الصخور، ودوي الحيتان في قعر البحور.
وهو في حقنا: إدراك المسموعات حال حدوثها، وفي حقه تعالى: صفة تنكشف بها المسموعات، وهي أمر زائد على العلم.
Sayfa 46