============================================================
واختثلف في معنى كلامه: فقال السلف والإمام أحمد : إن الحفظ والقراءة والكتابة حادثة، لكن متعلقها - أعني: المحفوظ والمفروء والمكثوب - قديم، فيكون كلامه.
وقالت الحنابلة: كلامه حرف وصوت يقومان بذاته، وإته قديم.
وقال الأشعري وأتباعه: ما قالوا باطل بالضرورة؛ فإن حصول كل حرف من الحروف التي تركب كلامه - على زعمهم - مشروظ بانقضاء الآخر منها، فيكون له أول، فلا يكون قديما. وكذا يكون للحرف الآخر انقضاء فلا يكون أيضا قديما، بل حادثا، فكذا المجموع من المركب من الحروف التي لها أول زمان وجودا أو آخره أو اجتمعا معا فيها، فيكون حادثا لا قديما.
والكرامية(1) وافقوا الحنابلة في أن 217/] كلامه حرف وصوث، وسلموا آنها حادثة، لكنهم زعموا أنها قائمة بذاته تعالى لتجويزهم قيام الحوادث به.
وقالت المعتزلة: كلامه تعالى حروف وأصوات، لكنها ليست قائمة بذاته تعالى، بل يخلفها الله تعالى في غيره كاللوح المحفوظ أو جبريل أو النبي، وهو حادث: وهذا الذي قالته المعتزلة نحن معاشر الأشاعرة لا ننكره، بل تقول به ونسميه كلاما لفظيا ونعترف بحدوثه وعدم قيامه بذاته تعالى، لكنا نثبث أمرا وراء ذلك وهو المعنى القائم بالنفس الذي يعبر عنه بالألفاظ، ونقول: هو الكلام حقيقة، وهو قديم قائم بذاته تعالى لامتناع قيام الحوادث بذاته تعالى، ونقول: إنه غير العبارات؛ إذ قد تختلف العبارات بالأزمنة والأمكنة والأقوام، وذلك المعنى النفسي لا يختلف، بل نقول: لا تنحصر الدلالة عليه في الألفاظ؛ إذ قد يدل عليه بالإشارة والكتابة، وهم ينكرونه.
(1) الكرامية، بتشديد الراء، وقيل بتخفيفها مع فتح الكاف، وقيل مع كسرها: فرقة من المشبهة، نسبة إلى آبي عبد الله محمد بن كرام.
ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Sayfa 45