============================================================
اعلم أن الحنفية قالوا: إن التكوين صفة لله تعالى أزلية زائدة، غير القدرة؛ لأن القدرة أثرها صحة كؤن المقدور، والتكوين أثره كؤن المقدور، فمتعلق القدرة قد لا يوجد أصلا، بخلاف متعلق التكوين.
وأجيب بأن صحة الكون هي الإمكان، وأنه صفة ذاتية للممكن، فلا يصلح أن يكون أثرا للقدرة، بل المقدورية تعلل به، فيقال: هذا مقدور؛ لأنه ممكن، وذلك غير مقدور؛ لأنه واجت أو ممتنع والتكوين هو تعلق القدرة بالمقدور حال الايجاد، فلا يكون صفة قديمة.
ويعبر عنه بالفعل والخلق والتخليق والايجاد والإحداث والاختراع ونحو ذلك، ويفسر باخراج المعدوم من العدم إلى الوجود.
والمحققون من المتكلمين على أنه من الإضافات والاعتبارات العقلية؛ لأن تعلق القدرة على وفق الإرادة لوجود المقدور لوقت وجوده إذا تسب إلى القدرة يسمى إيجادا له، وإذا نب إلى القادر يسمى الخلق والتكوين ونحو ذلك فحقيقته كون الذات بحيث تعلقت قدرته بوجود المقدور بوقته، ثم يتحقق بخصوصية التعلقات خصوصية المقدورات كالترزيق والإخياء، فلا تتصف القدرة بالحدوث، ويمكن أن يتصف (1) بالحدوث كما مر تحقيقه، والحاصل في الأزل هو مبدأ التخليق والترزيق وغير ذلك، ولا دليل على كونه صفة أخرى سوى القدرة والإرادة، فإن القدرة وإن كانت نسبتها إلى وجود المكؤن وعدمه على السواء، لكن مع انضمام الإرادة يتخصض أحد الجانبين.
(مريد يجهيع الكائنات).
الارادة صفة ثابتة مغايرة للعلم والقدرة، توجث تخصيص أحد المقدورين بالوقوع.
والدليل على إرادته تعالى أن الضدين نسبتهما إلى قدرته سواء، وكما يمكن أن يقع بقدرته أحذ الضدين يمكن أن يقع بها الآخر من غير فرق، وكل (1) أي : ذلك التعلق المسمى بالتكوين والتخليق والترزيق. إلخ ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Sayfa 42