============================================================
العقل آن الموجد للشيء ومخضصه بوقت دون وقت يجب آن يكون مختارا قادرا على فعله، لا موجبا بالذات وإلا لزم تخل الآثر عن المؤثر الموجب التام ضرورة تخلف ذلك الحادث الصادر بلا واسطة عن القديم الذي يوجبه بذاته، واللازم باطل، والملزوم كذلك: والدليل على آن قدرته تعالى تعم سائر الممكنات آن المقتضي للقدرة هو الذات لوجوب استناد صفاته إلى ذاته، والمصحح للمقدورية هو الإمكان
المشترك بين الجميع؛ لأن الوجوب والامتناع الذاتيين يحيلان المقدورية، ونسبة ذاته تعالى إلى جميع الممكنات على السواء؛ إذ لو اختضت قادريته بالبعض دون البعض افتقر ذاته في كونه قادرا إلى مخصص، وهو محال، فإذا بتت قدرته على بعضها ثبتت على كلها، فلا يخرج من علمه وقدرته شيء؛ لأن الجهل بالبعض أو العجز عن البعض نقص.
مع أن النصوص القطعية ناطقة بعموم العلم وشمول القدرة؛ كقوله تعالى: وهو بكل شقء عليم} [البقرة: 29]، وهو على كل شىء قرير [الماندة: 2120، الله الذى خلق سبع سموت ومن الأرض مثلهن يننزل الأير بينهن لنعلموا أن الله
على كل شىو قدير وأن الله قد أعاط يكل شنء علما [الطلاق: 12] .
لا كما تزعم الفلاسفة من آنه لا يعلم الجزئيات ولا يقدر على آكثر من واحد، والدهرية آنه لا يعلم ذاته، والثنوية والمجوس آنه لا يقدر على الشر، 2 (2) والنظام(11 آنه لا يقدر على خلق الجهل والقبيح، والبلخي(1) آنه لا يقدر على مثل مقدور العبد، وعامة المعتزلة آنه لا يقدر على عين فعل العبد.
(1) هو: إبراهيم بن سيار بن هاني البصري، أبو إسحاق المعروف بالنظام، من كبار المعتزلة ، توفي ما بين (220 و231ه). تبحر في علوم الفلسفة واطلع على أكثر ما كتبه رجالها من طبيعيين وإلكهيين، واتفرد بآراء خاصة تابعته فيها فرقة من المعتزلة سميت النظامية. (انظر: الأعلام 43/1).
(2) هو: عبد الله بن أحمد بن محمود أبو القاسم الكعبي البلخي، (272- 319ه) أحد رؤوس المعتزلة، وإليه تنسب طائفة الكعبية منهم آقام ببغداد، وتوفى ببلخ. من مؤلفاته: أدب الجدل، تحفة الوزراء، التفسير (انظر: الأعلام ج4/ ص25).
ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Sayfa 41