(واضمحلت أنباؤه) واضمحل الشيء إذا انمحى وقل فصغر عما عهد. والأنباء هي الأخبار الصحيحة.
(وسدت مطالعه) السد هو الشيء الحائل، والمطالع هي المراقي، شبه عليه السلام الأئمة بهذه الأشياء، وأشار بها إليهم وإلى الناقلين عنهم، ثم بين ذلك فقال:
(عندما فقد من أنصاره، والقائمين بحفظه وحياطته).
هذه الهاء راجعة إلى الدين وهو الشريعة، قال الله عز وجل: ?ألا لله الدين الخالص? [الزمر: 3] ، والقائمين هم أنصار الدين، والقائمون بحفظه وحياطته يحوطونه تشبيها بالذي يحفظ أهله وماله، وهذا أعظم وألزم من ذلك، ومنه سمي الحائط حائطا وإن كان محوطا.
(نطق الكاظمون)
كاظموا أولياء الله بماقالوا في زمن أئمة الجور.
(وظهر المرصدون)
يعني من كان يرصد قيام أهل الباطل من العلماء الذين مالوا إلى دنياهم، وخالفوا أهل البيت عليهم السلام في فتواهم، وغنموا الفرصة فجعلوا لهم مذاهب، وقد روي عن بعضهم في ذلك الزمان أنه تمثل بقول أمير المؤمنين : اغتنم الفرصة إما مرت فربما طلبتها فأعيت. والأمر إن أعيي عليك من أعلا فاطلبه قبل فوته من أسفل. وأصل ذلك من الرصد، وهو القعود على الطريق لأخذ أموال الناس وسفك دمائهم بغير حق.
Sayfa 74