============================================================
249 شرح الأنفاس الروحانية (والباء) قد ذكرناها في أول الكتاب، وهي بمنزلة التفس؛ لأتها حرف ظلماي فهي حاجبة بين العبد والرب، وقالوا: أول الحجاب ظلمة الوجود، وليس في لفظ المحبة حرف ظلسماتي إلا الباء، وهي هذا (بجد وزفشت ضظغ) والباقي من الحروف النوراتية، وهي هنه (اهحطي كلمن سعصقر)، ومن هنا صارت النقطة تحته؛ لأن الياء فوق النقطة كالثوب فوق اللابس وبه حجب تور النقطة وظهور النقطة وراء الباء والحقيقة وراء ما ظهر من المحسوسان، وبرزت الباء في الاثنين لا بها بعدت بعدين؛ لأن النقطة لا بعد لها من الطول والعرض والعمق، فالألف ظهرت في مرتبة الواحد لبعده منها ببعد واحد والجيم برزت في الثلاية؛ لأنها حازت بالأبعاد الثلاثة والواحد عدد لا كالأ عداد فهو شيء لا كأشياء، والباء هو العرش أيضاء والعرش النفس الناطقة المستماة بالقلب الذي يسع الرب، فالتقطة غيب الهوية التي لا تزول عن خفائها أيذا، والياء مستوى الاعداد لا عدد إلا والباء موجودة فيه، والرحمن مستوى الرب وصفاته النفسية، والباء حرف نكرة في نقسه محتاجة إلى التعريف وهو النقطة وإلالم يتميز من التاء والتاء، وليس له مثال في المجردات، فلو رفع عنه التعريف لم يبق له محل تصير إليه، ولا صورة يعال عليها.
والحرف الرابع (الهاء)، وهو إشارة إلى الهوية السارية في الموجودات، وإلى أنها محيطة بالأشياء، فلا ظهر لشيء إلا بسراينها، والبياض الذي في جوفها الإنسان الكامل الذي به نظر الحق إلى الخلق أو العالم؛ لأنه لا وجود له إلا بنظر الله تعالى إليه، فلو لم يكن نظره إلى العالم لفنى بأجمعه، كما أنه لو لم تدر دائرة الهاء على البياض ما كان له وجود أصلا بالنسبة إلى الدائرةه ومع وجوده بالدائرة باق على ما هو عليه من العدم؛ لأن البياض على ما هو عليه قيل استدارة الهاء به بعدها أيضا، فكذا العالم يعد وجوده على الحالة التي كان عليها تبل خلقه تعالى إياهه أو جوف الدائرة هو الحق، والداثرة هي الخلق؛ إذ الحق باطن في الخلق فجمع هذا اللفظ جميع الأسرار إجمالا، واجتمع فيه مخارج الحروف التي هي مبتي الكلم والكلام، فإن (الميم) و(الباء) شفوية، و(الحاء) وسطي، و(الهاء) حلقي، وكل منها في مركزه إلا الباء فإنه شفوي وقع الوسط إشارة إلى أن الحب منه وبه وإليه.
قمن عرف هذه الأسرار يعرف أن هذا اللفظ شأن عظيم كيف لا ؟! وهو مشترك بين الحق والخلق، وإن كان في الحقيقة ليس إلا الحق؛ لأنه قد ثبت بالنص لكن في طرف الحق ذاتي وأصلي، ومن طرف الخلق عارضي وفرعي، والفرع راجع إلى أصله، فيصير محبة العبد محبة الحق وذلك إن محبة الحق محبة الأصل لفرعه، فكل من أحب شيئا بهذه المحبة فهي محتة الحق، ولذا أحب التبي التساء حيث ورد في الحديث: لالحبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة".
فالحق تعالى أحب آدم حب الأصل للفرع، والكل للجزء وذي الصورة لصورته، وآدم الظي أحب حواء كذلك، فهو أحبها بحب الله تعالى إياه، فالبي * أحب التساء بحب الله تعالى إياه من حيث أن كلا من
Sayfa 251