96

Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees

شرح التدمرية - الخميس

Yayıncı

دار أطلس الخضراء

Baskı Numarası

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Türler

فعلم الله أيضًا "علم" وعلم المخلوق أيضًا "علم" والعلم يطلق عليهما على حد سواء. هذا هو معنى "المواطأة" ومعنى "الاتفاق"؛ فالكلي المتواطئ هو ما يدل ويطلق على أفراد على حد سواء كالإنسان فإنه يطلق على زيد وبكر على السواء، ويقابله الكلي المشكك كالأبيض فإنه يطلق على أفراد ولكن مع التفاوت والزيادة والشدة في بعض أفراده دون بعض، فإن بياض هذا الجدار أشد من بياض ذلك الجدار مثلًا. ١٦ - الأسئلة والأجوبة على ما تقدم: س١ - كيف نرد على هذه الفرق ردًا إجماليًا؟ ج - الرد الإجمالي عليهم مركب من وجهين: الأول: في الوجود. الثاني: في الاتفاق في الأسماء. • الوجه الأول - في الموجود: وهو أن الموجود إما خالق وإما مخلوق ولكل منهما وجود يخصه، والمعنى أنه لا بد من موجود قديم واجب بنفسه تنتهي إليه المخلوقات المتحدثة، وبرهانه في مقدمتين: المقدمة الأولى: أننا نشاهد حدوث المخلوقات كالحيوان والمعدن والنبات، وهذه المحدثات ممكنة وليست واجبة لأنها مسبوقة بالعدم، كما أنها ليست ممتنعة لأنها موجودة الآن، والممتنع لا يتحقق وجوده. المقدمة الثانية: فما دامت هذه المخلوقات محدثة ممكنة فإنه يعلم ضرورة أنه لا بد لها من خالق واجب بنفسه تنتهي إليه لئلا يلزم التسلسل الممتنع عند عامة العقلاء وهو كون الموجود مفتقرًا إلى موجود والموجود إلى موجود وهكذا. والدليل النقلي على هذا البرهان العقلي قوله تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [الطور: ٣٥] المقصود من الآية الكريمة ما يلي: ١ - أنهم وجدوا من غير موجد.

1 / 126