256

Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees

شرح التدمرية - الخميس

Yayıncı

دار أطلس الخضراء

Baskı Numarası

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Türler

السلف التفويض ومذهب الخلف التأويل١، ومذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم، وهذه المقالة باطلة في نفسها فإن الأسلم هو الأحكم والحكمة تبتغي السلامة.
جهة الغلط عندهم من وجهين:
١ - أنهم جعلوا نصوص الصفات من قبيل المتشابه دون تفصيل لمعنى التشابه المقصود فيها.
٢ - عدم معرفتهم لإطلاقات التأويل، فإنهم قالوا: إنها متشابه والمتشابه لا يعلم تأويله إلا الله، والتأويل الذي استأثر الله بعلمه إنما هو الحقيقة والكيفية، والتأويل الباطل إنما هو تأويل أهل التحريف، وهو صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل بل مجرد التوهمات الباطلة التي تمجُّها العقول الصحيحة، وهم في تأويلاتهم تلك يفرون من محاذير بزعمهم فيقعون في نظيرها كما سبق.
٢٦ - تفويض معنى الصفات ليس مذهبًا للسلف:
السلف يثبتون المعنى اللائق بجلال الله، أما ما يظهر من نصوص الكتاب والسنة المعلومة بلغة العرب التي نزل بها القرآن وخاطبهم بها رسول الله ﷺ فهي معلومة عندهم، وأما الكيف فيفوضونه، والدليل على ذلك ما يأتي:
أـ أن الآيات القرآنية: التي تضمنت هذه الصفات الكريمة لله تعالى من الاستواء والمجيء، والرضا والغضب والمحبة، وأحاديث رسول الله ﷺ، وأقوال الصحابة عن هذه الصفات لله ﷿ تدل على أن المقصود منها الإثبات لا غير.
ب - أن الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين: ومن جاء بعدهم من علماء السلف، تدل على أن مذهبهم إنما هو إثبات الصفات لله ﷾.

١ انظر مناهل العرفان (٢/١٩٧) .

1 / 287