فأشرق وجه نور الدين وسره أن يسمع ذلك من أمير مصري كان من المقربين للدولة الماضية، فقال: «ولكن بلغنا أن بعضهم تآمروا على خلع الطاعة، فهل ذلك صحيح؟»
فقال: «نعم يا سيدي، إنهم تآمروا ولكن ليس على خلع طاعة السلطان نور الدين.»
قال: «وكيف إذن؟» وبدت البغتة في عينيه ونسي مرضه وأخذ يعبث بجانب لحيته، وتفرس في عيني أبي الحسن ليرى ما يبدو منه.
فقال أبو الحسن: «إن أهل مصر من أقرب الناس إلى الطاعة ولكن.» وبلع ريقه وتنحنح وأظهر أنه يكتم أمرا لا يحب التصريح به.
فقال نور الدين: «ما بالك؟ ولكن ماذا؟»
قال: «لا أحب أن أزعج سيدي السلطان بأمور لا أظنها تسره.» فبدا الغضب في وجه نور الدين وقال: «قل. تآمروا على خلع من؟»
قال: «إنهم تآمروا على خلع السلطان صلاح الدين.»
قال: «أليست طاعته طاعتي؟»
قال: «بلى، هكذا يجب أن يكون، ولو طلب طاعتنا باسم السلطان نور الدين لما وجد مخالفا.»
قال: «وكيف طلبها إذن؟» قال: «يظهر أن أصحاب البريد يخفون الحقيقة عن مولانا السلطان فإذا أذن لي تكلمت.» قال: «قل. قد أذنت لك.»
Bilinmeyen sayfa