فاستغرب عماد الدين قوله وحمله على المزاح فقال: «بالله قل لي الصحيح، ألم توفق إلى شيء بعد؟»
قال: «أقول لك الصحيح تماما، قد صدر أمر الشيخ الأكبر لك أن تفتك بأمير هو مقيم في هذا الحصن.»
ورأى الجد في عيني عبد الرحيم فانقبضت نفسه؛ لأن رغبته إنما هي في الخروج فقط وليس في الفتك والقتل فقال: «أفصح يا أخي، فإنك أزعجتني بهذه البشارة. وأنت تعلم أني أطلب الخروج قبل القتل.»
قال: «أعلم ذلك، ولكن ما الحيلة وقد صدر أمر الشيخ؟ وهي ثقة كبرى فيك لأن المهمة التي سيعهد فيها إليك شاقة. وهي ستكون السبب في تعجيل ارتقائك، وقد رأيت مولانا الشيخ كثير الرغبة في ذلك.»
فأطرق عماد الدين وأعمل فكرته فيما سمعه، ولم يجد فيه حيلة فقال: «هل أعد كلامك هذا بلاغا لي؟»
قال: «كلا. سوف يستقدمك الشيخ الإمام نفسه ويبث فيك روح العزيمة والثبات ويأمرك بما يريد. أما أنا فأخاطبك مخاطبة الصديق سرا لعلمي أنك في قلق.»
فقطع عماد الدين كلامه وقال: «اسمح لي يا أخي أن أقول لك إنك زدتني بهذا الخبر قلقا.»
قال: «ستحمد عاقبة هذا القلق يا عبد الجبار.» وابتسم كأنه يكتم سرا لا يريد أن يبوح به.
فقال: «لم أفهم مرادك، بالله ألا خففت بعض ما بي ولو بالتلميح، أنا أعلم فضيلة المحافظة على السر. ولا أطلب منك أن تبوح بسر مقدس اؤتمنت عليه، لكنني أرجو تخفيف قلقي بعض الشيء. قل لي من هو الأمير أو الكبير الذي سيعهد إلي في قتله وهو مقيم هنا؟ إني لا أعرف كبراء هذا الحصن.»
قال: «هو ليس من كبرائنا، وإنما هو طارق جاءنا منذ يومين.»
Bilinmeyen sayfa