255

Mutluluk Yolculuğu

سفر السعادة للفيروزابادي

Soruşturmacı

أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة

Yayıncı

مركز الكتاب للنشر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Türler

وكان في السفر يعصب جميع أصحابه، ويقوى الضعفاء، ويدعو لهم. ويحمل المنقطعين ويردفهم في بعض الأحيان خلفه ﷺ.
فصل في كلام النبي ﷺ وسكوته وضحكه وبكائه ﷺ -
أما كلامه: فكله فصل بين، لو شاء أحد، أن يعد كلماته، فعل. ولم يكن يسرده سردًا، لا يمكن أن يحفظ، ولا يقطعه قطعًا يظهر انفصاله. كما قالت عائشة ﵂: "ما كان رسول الله ﷺ يسرد سردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه" (١).
وكان في بعض الأحيان، يعيد الكلمة ثلاث مرات ليتمكن السامع (٢) من حفظها. وغالب أحواله السكوت، والسكون، لا يتكلم إلا عن ضرورة. وإذا تكلم تكلم بجميح فمه، وأشداقه، بلا غمغمة وهمهمة. أكثر نطقه بجوامع الكلم. ولم يكن يحرك لسانه بما لا يعنيه. وكان إذا كره أمرًا ظهر أثر ذلك على وجهه المبارك. وما نطق بفحش (٣) أبدًا ما وكان لا يضحك كثيرًا، جل ضحكه التبسم، وغايته أن تبدو نواجذه. وكالط لا يضحك لكل ما يضحك منه.
وأما بكاؤه فمعتدل نظير ضحكه، ودموعه جارية يسمع من صدره أزيز، وبكاؤه إما لميت أو لشفقة، على الأمة أو من خوف الخالق تعالى. وكان يبكى في بعض الأحيان عند سماع القرآن. وذلك بكاء اشتياق، ومحبة، وإجلال.

(١) أخرجه أبو داود في سننه برقم (٤٨٣٩) وسنده حسن.
(٢) روى أنس ﵁ أن النبي ﷺ: كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا، رواه البخاري في صحيحه (ج ١ ص ١٦٩، ١٧٠).
(٣) أخرجه الترمذي بسنده (١٩٧٨) عن ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان ولا الفاحش، ولا البذيء" وقال حديث حسن، وأخرجه أحمد في مسنده (ج ١ ص ٤٠٤ و٤٠٥ و٤١٦)، والبخاري في الأدب المفرد (٣١٢ و٣٣٢)، إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٤٨)، الحاكم (١/ ١٢ و١٣) ووافقه الذهبي.

1 / 264