أما أنا فكنت أقول في قلبي: «لا بأس في ذلك؛ فإني سأحبهم أكثر فأكثر، ولكني سوف أسدل على محبتي ستارا من البغض، وأستر عطفي بشديد كرهي، وسأتبرقع ببرقع من حديد، ولا أسعى وراءهم إلا مسلحا مدرعا.»
وبعد ذلك ألقيت يدا ثقيلة على رضوضكم وجراحكم. وكما تعصف العاصفة في الليل رعدت في آذانكم.
ومن على السطوح قد أذعتكم للملأ فريسيين مرائين خداعين، وفقاقيع أرض كاذبة فارغة.
قد لعنت قاصري النظر فيكم كما تلعن الخفافيش العمياء،
وشبهت الملتصقين بالأرض والأدنياء منكم بالمناجذ (جمع خلد) العادمة النفوس.
أما الفصحاء والبلغاء بينكم فدعوتهم متشعبي الألسنة، ودعوت الصامت الساكن فيكم متحجر القلب والشفتين، وقلت في البسيط الساذج: «إن الأموات لا يملون من الموت.»
قد حكمت على الساعين وراء المعرفة البشرية منكم ومن أبنائكم كمجدفين على الروح القدس.
وحكمت أيضا على المأخوذين والمجذوبين بحب الأرواح وما وراء الطبيعة كمصطادي أشباح، يرمون شباكهم في مياه راكدة، ولا يصطادون سوى ظلالهم البليدة.
كذا شهرتكم بشفتي، ولكن قلبي، والدماء تنزف منه، كان يدعوكم بأرق الأسماء وأحلاها.
أجل أيها الأصحاب والجيران، فإن المحبة قد خاطبتكم مسوقة بسياط ذاتها.
Bilinmeyen sayfa