الحرب والأمم الصغيرة
كان في أحد المروج نعجة وحمل يرعيان، وكان فوقهما في الجو نسر يحوم ناظرا إلى الحمل بعين جائعة يبغي افتراسه. وبينما هو يهم بالهبوط لاقتناص فريسته، جاء نسر آخر وبدأ يرفرف فوق النعجة وصغيرها وفي أعماقه جشع زميله.
فتلاقيا وتقاتلا حتى ملأ صراخهما الوحشي أطراف الفضاء؛ فرفعت النعجة نظرها إليهما منذهلة، والتفتت إلى حملها وقالت: «تأمل يا ولدي، ما أغرب قتال هذين الطائرين الكريمين! أوليس من العار عليهما أن يتقاتلا، وهذا الجو الواسع كاف لكليهما أن يعيشا متسالمين؟ ولكن صل يا صغيري، صل في قلبك إلى الله؛ لكي يرسل سلاما إلى أخويك المجنحين!»
فصلى الحمل من أعماق قلبه!
الناقدون
في عشية أحد الأيام كان المسافر راكبا حصانه وسائرا إلى الساحل؛ فوصل في طريقه إلى فندق؛ فترجل وربط حصانه إلى شجرة أمام الباب؛ لأنه كان واثقا بالليل وبالناس، شأن أقرانه المسافرين إلى السواحل، ثم دخل إلى الفندق مع الداخلين.
وعند انتصاف الليل كان جميع من في الفندق نياما؛ فجاء لص وسرق حصان المسافر فلم يدر به أحد.
وفي الصباح نهض المسافر من نومه، وجاء على الفور إلى حيث ربط حصانه فلم يجده. وبعد أن فتش عنه جيدا عرف أن لصا سرقه في تلك الليلة؛ فتأثر كثيرا على فقد حصانه، ولكنه حزن بالأكثر على أن بين الناس من يغريه الشر فيعمد إلى السرقة.
وعندما عرف رفقاؤه المسافرون بما جرى له تجمعوا حواليه، وبدءوا ينحون عليه باللائمة معنفين إياه.
فقال الأول: «ما أحمقك أيها الرجل! لماذا ربطت حصانك خارج الإصطبل؟»
Bilinmeyen sayfa