Devrimlerin Ruhu ve Fransız Devrimi
روح الثورات والثورة الفرنسية
Türler
ومع ما نال البلاد من المصائب الكثيرة في حرب سنة 1870 لم يعلم الناخبون شطر من يولون وجوههم، فأرسلوا إلى المجلس التأسيسي نوابا أكثرهم من البوربوتيين والأورليانيين، وبما أن هؤلاء النواب لم يتفقوا على إعادة الملكية انتخبوا تيار رئيسا للجمهورية، ثم أقاموا في مكانه المرشال مكماهون، وقد جددت الانتخابات سنة 1876، فحاز الجمهوريون أكثرية، كما حازوها في كل انتخاب وقع بعد ذلك.
وقد انقسمت مجالسنا النيابية بعد هذا التاريخ إلى أحزاب كثيرة، فأوجب ذلك سقوط كثير من وزاراتنا، على أن ما وقع بين تلك الأحزاب من الموازنة متع البلاد بسكينة نسبية، ولم ينشأ عن إسقاط أربعة رؤساء للجمهورية اشتعال ثورة أو شغب، نعم، حدثت فتنة شعبية سنة 1888، وأوشكت أن تقضي على النظام الجمهوري؛ ليقبض الجنرال بولانجه على زمام الحكم، ولكن مقاومة هذا النظام لتلك النفسية أدت إلى تغلبه على الأحزاب المخالفة كلها.
ولبقاء النظام الجمهوري الحاضر في فرنسة أسباب كثيرة؛ منها أن الأحزاب المتطاحنة ليست من القوة بحيث يستطيع واحد منها أن يسحق الآخر، ومنها تجرد رئيس الدولة من السلطة تجردا لا نستطيع معه أن نعزو إليه السيئات التي نقاسي نتائجها فندعي أن الأمور تتبدل بإسقاطه، ومنها أنه لما توزعت السلطة بين ألوف من الموظفين وتجزأت المسئولية صار من الصعب معرفة من يجب لومه ومجازاته.
ونلخص التحول الذي نشأ عن الثورات التي وقعت في فرنسة بالكلمة الآتية، وهي: إن هذه الثورات أقامت مقام استبداد الفرد الذي يسهل القضاء عليه استبداد الجماعة القوي الذي يصعب تقويض دعائمه.
ويظهر أن الأمم الطامعة في المساواة والتي تعودت أن ترى حكوماتها مسؤولة عن كل ما يحدث لا تطيق استبداد الفرد، وإنما تصبر على استبداد الجماعة، وإن كان استبداد الجماعة أشد وأقسى.
وبما أن ما قمنا به من ثورات كثيرة لم يؤد إلا إلى قيام استبداد الجماعة وتقويته فإنه يمكن اعتبار هذا الاستبداد غاية الأمم اللاتينية، واستبداد الجماعة هو - بالحقيقة - هدف الأمم اللاتينية الذي أجمعت عليه هذه الأمم، وما الجمهورية والملكية والإمبراطورية عند الأمم اللاتينية إلا عناوين باطلة وأشباح ماثلة.
الجزء الثالث: نشوء المبادئ الثورية في الوقت الحاضر
الفصل الأول
تقدم العقائد الثورية بعد الثورة الفرنسية
(1) انتشار المبادئ الديموقراطية البطيء بعد الثورة الفرنسية
Bilinmeyen sayfa