Devrimlerin Ruhu ve Fransız Devrimi
روح الثورات والثورة الفرنسية
Türler
وكانوا يقطعون ألسنة المحكوم عليهم بالإحراق خوفا من أن يخاطبوا القوم، وقد زاد التعذيب هولا تقييد الضحايا بسلاسل من حديد؛ لإدخالهم في النار وإخراجهم منها مرات كثيرة.
كل ذلك لم يثن الپروتستان عن مذهبهم الجديد مع أنهم كانوا يوعدون بالعفو بعد أن تمسهم النار.
ولما عدل فرنسوا الأول عن تسامحه سنة 1535 أمر بإضرام الوقيد في ستة مواقد في باريس، وقد اكتفى رجال العهد بمقصلة واحدة فيها كما هو معلوم، وقد ظهر أن العذاب لم يكن أليما عند المؤمنين، حتى إنه شوهد قبل ذلك عدم شعور شهداء المسيحية بالعذاب لتنويمه إياهم، ومن المسائل المعروفة في الوقت الحاضر أن بعض طرق التنويم تبطل الحس تماما.
والخلاصة: أن انتشار ذلك المذهب كان سريعا، ففي سنة 1560 أصلحت ألفا كنيسة في فرنسة وانتحله كثير من الأمراء الذين كانوا لا يبالون به إلا قليلا في بدء الأمر. (5) تصادم المعتقدات الدينية واستحالة التسامح
ذكرت غير مرة أن عدم التسامح يلازم المعتقدات القوية، والثورات الدينية والسياسية الدالة على ذلك كثيرة، وقد أثبتت هذه الثورات أن عدم التسامح بين أنصار المعتقدات المتقاربة يكون أشد مما بين أنصار المعتقدات المتباعدة كالإسلام والنصرانية مثلا، فإذا نظرنا إلى المعتقدات التي شطرت فرنسة زمنا طويلا رأيناها لا تختلف إلا في الأمور الثانوية، فالكوثوليكي والپروتستاني إلههما واحد ولا يختلفان إلا في كيفية عبادته، ولو كان للعقل شأن في صوغ معتقدهما لأراهما أن الله لا يبالي بالصورة التي يعبد عليها.
ولما كان العقل غير مؤثر في دماغ المؤمنين استمر البروتستان والكاثوليك على الاقتتال بقسوة، وما سعى فيه الملوك للتأليف بين الفرقتين ذهب أدراج الرياح، وقد ذهب عن بال كاترينا دومديسيس أن التسامح - وإن أمكن بين الأفراد - لا يكون بين الجماعات، فعندما جمعت علماء اللاهوت خاضوا غمار المناقشة والشتم من غير أن يحيد واحد منهم عن عقيدته، ثم رأت، سنة 1562، أن نشرها مرسوما تمنح فيه الپروتستان حق الاجتماع والعبادة جهرا أقرب إلى النجاح.
وهذا التسامح، الحسن نظريا والسيئ عمليا، لم ينشأ عنه غير إيغار صدور رجال الحزبين، فاضطهد الپروتستان الأقوياء في جنوب فرنسة الكاثوليك لكي يترك هؤلاء عقيدتهم، وكانوا يذبحونهم وينهبون كنائسهم عندما يحبط عملهم، وقد أصاب الپروتستان نظير ذلك في الأمكنة التي كانت الأكثرية فيها للكاثوليك.
وقد نشأ عن مثل هذه الأحقاد حروب دينية ضرجت فرنسة بالدم زمنا طويلا، فمدنها دمرت والدماء سفكت، ولسرعان ما اتصف هذا النزاع بالقسوة الوحشية الخاصة بالوقائع الدينية والسياسية.
أبيد الشيوخ والنساء والأطفال، وصار رئيس پرلمان إكس البارون دوبيد مثالا يقتدى به لقتله في عشرة أيام ثلاثة آلاف شخص وتدميره ثلاث مدن واثنتين وعشرين قرية، وكان مونلوك يطرح أتباع كالڤن في الآبار حتى تمتلئ، ولم يفعل الپروتستان أقل من ذلك فكانوا يعتدون على الكنائس الكاثوليكية ويتطاولون على القبور والهياكل كتطاول رجال العهد من بعدهم على قبور الملوك.
أخذت تلك الحوادث تفكك عرى فرنسة، فأصبحت في أواخر عهد هنري الثالث جمهوريات صغيرة مستقلة متشاكسة، وقد تضاءلت سلطة الملوك فكانت بلوا تملي على هنري الثالث الذي فر من عاصمته مطاليبها، وقد شاهد السائح ليبومانو، سنة 1577، في فرنسة مدنا كبيرة، مثل أورليان وبلوا وتور وپواتيه، عمها الخراب، وكنائس متداعية وقبورا مهدمة.
Bilinmeyen sayfa