Ruh Cazim Mahatma Ghandi
روح عظيم المهاتما غاندي
Türler
فإذا قصرنا الخير على المسامحة، أو جعلناه فضيلة سلبية أو فضيلة مجاوبة، فقد يصح على احتمال من الاحتمالات أن الكف عن مقاومة الشرير تصلحه في حالات، ولا تصلحه في حالات.
وينبغي أن تهدينا دهشة الشرير من الكف عن مقاومته إلى حقيقة نفسانية أخرى جديرة بالاعتبار في معاملة الأشرار، وهي أن هذه الدهشة تدل على إيمان متأصل في النفس الإنسانية بأن رد العدوان إليها جزاء معقول يصيبها بالحق. فهو من ثم لا يضريها بالشر ولا يملي لها فيه، كلما اعتدت فقوبلت بمقاومة الاعتداء، وبخاصة حين تجيء المقاومة من المجتمعات التي تتولى صيانة نفسها بأحكام القوانين، لانتفاء «البواعث الشخصية» هنا وصدور الحكم ممن ليست له فيه مصلحة أو دافع انتقام.
أما إذا اعتبرنا الخير قوة عاملة أو قوة إيجابية، فمن الواجب إذن أن تعمل وأن تزيل الموانع من طريقها، وكثيرا ما تكون إزالة الشر وإزالة الشرير شيئين متلازمين.
وأيا كان الأثر في نفس الشرير فمما لا شك فيه أن إزالة شرير من العالم أربح للعالم من إزالة خير انتظارا لإصلاح شرير؛ لأن بقاء الخير المضمون أربح للعالم من الرجاء في خير فقط، قد يكون وقد لا يكون. •••
لكن العبرة في مذهب «الاهمسا» بعد هذا كله، هي أن المذاهب الإنسانية تتوازن وتتقابل، وينطلق أحدها إلى أقصى الشدة فينطلق الآخر إلى أقصى اللين.
ف «الاهمسا» معقولة إذا كان في العالم مذهب ينادي بأن القسوة دين مقدس، وأن القوة الغاشمة مقطع الحق كله، وأن البطش بالضعفاء حق مطلق للأقوياء، وأن العلاقة بين القوي والقوي لا تكون إلا علاقة نزاع وغلاب.
هذا الغلو في العنف يقابله ذلك الغلو في اللين.
ولا بد من قوام بين الطرفين النقيضين، وهو قوام الأمر الذي أخذت به العقيدة الإسلامية، فلا اعتداء ولا قبول للاعتداء، وإذا صفحت فذلك حق لك، ولكنه ليس بحق عليك في كل حال.
ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين .
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .
Bilinmeyen sayfa