Ruh Cazim Mahatma Ghandi
روح عظيم المهاتما غاندي
Türler
ألجأته صراحته إلى ترك وظيفته والهجرة من بلده واللياذ بأمير إقليم «جوتاجاد»، فلما لقي الأمير سلم عليه بيده اليسرى إيذانا من اللحظة الأولى ببقائه على عهد أميره الأول، وقال: إن يدي اليمنى هي اليد التي عاهدت بها أمير «بوربندر»، فلا أعاهد بها مرتين!
وكان أبوه كرمشاند غاندي - أو كابا غاندي، كما عرف بين أهله - هو الولد الخامس لجده، والولد الأول من زوجته الثانية - وقد كان وزيرا في «راجكوت»، ثم وزيرا في «فانكانار»، ومات وهو يتقاضى معاشا من حكومة راجكوت ...
وفقد كابا غاندي زوجتين قبل أن يتزوج بأم غاندي «بوتلباي» ثالثة زوجاته، ورزق منها بنتا وثلاثة أبناء: أصغرهم هو «المهاتما» ... الذي سمي موهانداس.
وليس «كابا غاندي» قديسا ولا «مهاتما» كولده الصغير، أو ولده الروح العظيم. ولكن ليس في خلائقه ما يمنعه أن يكون أبا لقديس أو مهاتما؛ لأنه كان رجلا صادقا أمينا مستقيم الطوية لا يؤخذ عليه، إلا أنه كان غضوبا في صراحته، إذا كان في الصراحة وفاء بواجب: تطاول بعض كبار الساسة على أميره في غيبته فحفظ الوزير الأمين غيبة أميره ورد على السياسي الكبير سوء المقالة بمثلها، فحبس ليعتذر، فلم يعتذر، فأطلقوه.
وقد يؤخذ عليه أنه بنى بزوجته الرابعة وهو فوق الأربعين، ولكنه لم ينقض بذلك عرفا ولا خرج على عقيدة، وإنما هي النزعة الجسدية التي ورثها منه ابنه، وغالبها فغلبها حين نذر نفسه للقداسة والجهاد.
أما أمه «بتولباي» فلك أن تقول: إنها قديسة غير ذات رسالة، كانت تكتفي في اليوم بوجبة واحدة من الطعام، وكانت تصوم في معظم الأيام، وكانت على غيرتها الدينية متصرفة في عقيدتها. فقد قيل: إنها نشأت من الطائفة الفشنافية الهندوكية، فتحولت إلى العقيدة «الجينية»؛ لأنها وجدتها أقرب إلى النسك وأقرب إلى الكمال.
منها تلقى الوليد الصغير إيمانه بالصيام، فكان عادة له في حياته الخاصة، وكان عادة له في حياته العامة، بل كان أكثر من عادة في هذه الحياة التي حفلت بأحداث السياسة ... كان حصنا يلوذ به لينتصر فيه أو ليموت، فنذر الصيام خمس عشرة مرة، آخرها صيامه الذي نذره قبيل وفاته لكف عدوان الهندوكيين عن المسلمين، وطال خمسة أيام، وقد طال صيامه خمسة وعشرين يوما في إحدى هذه المرات.
ومن أمه، أخذ ما كان أفعل في تاريخه وتاريخ الهند كلها من الصيام، وهو الإيمان بعقيدة الجينية في «الاهمسا»، أو الكف عن العدوان.
فلا تنفصل عن «الاهمسا» حركة من حركات غاندي، ولا دعوة من دعواته، ولا علة من علل نجاحه، ولا خليقة من الخلائق التي راض عليها عقله وطباعه، ولا تفهم رسالة لغاندي في السياسة أو السلوك أو آداب الضمير، بمعزل عن هذه «الاهمسا» التي كان أصدق رسول لها منذ ارتفعت بها دعوة في البلاد الهندية؛ لأنه رضعها من ثدي أمه قبل أن يتعلمها من مرشد إلى أدب، أو مبشر بدين. •••
ولد موهانداس في اليوم الثاني من شهر أكتوبر سنة 1869، في بلدة «پوربندر» كما تقدم، وهي بلدة من إقليم يقع بين السند وبومباي يسمى الكوجرات، وينفرد بلغته وبعض عادات أهله بين الأقاليم الهندية.
Bilinmeyen sayfa