وعند ذلك سار الفارسان والفتاة بطريق سولي.
3
لنعرف الآن قراء هذه الرواية بلوسيان وابنة عمه.
كان لوسيان يدعى الكونت دي مازير، وكانت ابنة عمه تدعى مدموازيل أورور، وهي من أعرق الفرنسيين حسبا، وقد لقبت بكونتس في بافاريا مكافأة لها عن خدمات أبيها الجليلة للأسرة الملكية، وبرحت ألمانيا مع أبيها منذ بضعة أعوام عائدة إلى فرنسا فأقامت فيها.
أما لوسيان فقد جاء مع أمه للإقامة في قصر دي بوربيير، وهو ذلك القصر الذي نشرنا خبر احتراقه في مقدمة هذه القصة.
ويذكر القراء أن ذلك القصر قد التهمته النار بجملته منذ ستة أعوام، وقيل يومئذ إن أصحابه الكونت دي مازير وامرأته قد التهمتهم النار فيما التهمت.
وكان محيط بهذا القصر أراض شاسعة، ولم يكن لصاحبه غير وارثين، وهما لوسيان ابن أخيه وأخوه والد أورور.
فجاء لوسيان وأمه، وعاد والد أورور بابنته من ألمانيا فاقتسما الإرث، فكان حظ لوسيان القصر وما يحيط به وحظ والد أورور الأراضي.
وكانوا كلهم غرباء عن هذه المقاطعة التي أقاموا فيها، فإن الكونت الذي التهمته النار وخلف لأخيه وابن أخيه هذا الإرث كان قد اشترى تلك الأراضي قبل احتراق القصر بعام.
وكان إيراد هذا الإرث الذي خلفه يبلغ نحو المليون، غير أن الإشاعات تكاثرت بعد موته بالنار أن ثروته لم تكن قاصرة على الأراضي، بل إنه ترك مبلغا طائلا مؤلفا من أوراق مالية وضعت في صندوق صغير.
Bilinmeyen sayfa