ثم ينقلنا نقلة غريبة حين يطبق هذه الآراء على التعليم فيقول: إنه يجب على الجميع أن يتعلموا بلا استثناء، ويكون تعليمهم رياضيا لتكوين أجسامهم، ومصحوبا بالموسيقى، ويشترط أن لا يكرهوا على العلم إكراها، بل يتناولونه مخففا بالموسيقى، وهو يعتقد جازما بأن هذا المزيج من الرياضة والحرية في الشباب يؤدي إلى الوقاية من الأمراض في المستقبل ويغني عن الطب والأطباء.
ثم يشير إلى أهمية الدين في التعليم، قائلا إنه عند سن العشرين يقترح «فرزا» عاما بحيث يوجه كل لما يصلح له، وقد يعترض المعترضون ويثورون، فإذا آمنوا عن طريق التدين أن هذه إرادة الله، وأنه هكذا شاء أن يوزع المواهب، رضوا بقسمتهم، ومضوا كل في سبيله، ليعمل لصالح أمته في الطريق الذي رسم له.
هذه ساعة مع «أفلاطون»، وأعتقد أني ظلمته وظلمت فلسفته لأني لم أقل شيئا.
رسالة الحضارة
قبل أن نتحدث عن رسالة الحضارة يحسن أن نعين معنى الحضارة، ثم نتحدث عن نشوئها ثم عن الحضارات التي التمعت في التاريخ ثم انطفأت، عن أسباب انهيار تلك الحضارات، وأخيرا مميزات الحضارة الحالية وعن التصدع الذي في بنائها، وأخيرا هل هناك أمل في رأب ذلك الصدع؟
أما عن معنى الحضارة فمن الطريف أنه جرى حوار بين الفيلسوف الكبير «جود» وابنته المثقفة عن معنى الحضارة، وهذا الحوار يجوز أن يجري بين أي اثنين من المثقفين؛ ويجوز أن يحدث هذا من الإبهام في معنى الحضارة لأي مثقف كما حدث لابنة الفيلسوف، ولذلك سأوجز هذا الحوار اللطيف قبل أن أسترسل في البحث.
أنا :
أريد أن أعرف الحضارة، فما هو التعريف الذي لديك.
ابنتي :
أظن أن الحضارة هي الملابس الجميلة وركوب السيارات والحوانيت القريبة نبتاع منها ما نشاء.
Bilinmeyen sayfa