ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضلَّ ضلالًا بعيدًا.
ويقول، رفع الله صوته، لنابغة بني جعدة: يا أبا ليلى، إنَّي لأستحسن قولك:
طيبّة النَّشر، والبداهة، وال ... علاَّت، عند الرُّقاد والنَّسم
كأنَّ فاها، إذا تنبَّه، من ... طيب مشيمٍّ وحسن مبتسم
يسنُّ بالضّرو من براقش، أو ... هيلان، أو ضامرٍ من العتم
ركزّ في السام والزَّبيب، أقا ... حيُّ كثيب، تعلُّ بالرّهم
بماء مزنٍ، من ماء دومة قد ... جرّد في ليل شمال شبم
شجّت به قرقفٌ من الرّاح، إس ... فنط عقارٍ، قليلة النَّدم
ألقي فيها فلجان من مسك دا ... رين، وفلجٌ من فلفل ٍ ضرم
ردّت إلى أكلف المناكب، مر ... سومٍ، مقيم في الطَّين؛ محتدم
جونٍ كجوز الحمار، جرَّدة ال ... بيطار، لا ناقسٍ، ولا هزم
تهدر فيه، وساورنه كما
رجَّع هدرٌ من مصعبٍ قطم أين طيب هذه الموصوفة، من طيب من تشاهده من الأتراب العرب؟ كلاّ والله! أين الأهل من الغرب؟ وأين فوها المذكّر، من أفواهٍ ما ولب إليها المنكر؟ إنَّها لتفضل على تلك، فضل الدُّرة المختزنة على الحصاة الملقاة، والخيرات الملتمسة على الأعراض المتّقاة.
ما سامك أيّها الرَّجل وزبيبك؟ ما حسن في العاجلة حبيبك. وإنَّ ثغرًا يفتقر إلى قضيب البشام ليجشم حليفه بعض الإجشام! لولا أنَّه ضري بالحبر ما افتقر إلى ضرو مطلوب، أو غصنٍ من العتم مجلوب. وما الماء الذي وصفته من دومة، وغيره ينافي اللَّومة؟ أليس هو إن أقام أجن، ولا يدوم للماكث إذا دجن؟ وإن فقد
1 / 40