مضمَّخة بالمسك مخضوبة الشَّوى
بدرٍ وياقوتٍ لها متقلّدة
كأنَّ ثناياها، وما ذقت طعمها،
مجاجة نحلٍ في كميتٍ مبرَّده
ليقرر بها النّعمان عينًا فإنّها ... له نعمةٌ، في كل يومٍ مجدده
فيقول أبو أمامة: ما أذكر أنّي سلكت هذا القريَّ قطُّ. فيقول مولاي الشيخ، زيَّن الله أيّامه ببقائه: إن ذلك لعجبٌ، فمن الذي تطوَّع فنسبها إليك؟ فيقول: إنَّها لم تنسب إليَّ على سبيل التَّطوع، ولكن على معنى الغلط والتَّوهمُّ، ولعلَّها لرجل من بني ثعلبة بن سعد. فيقول نابغة بني جعدة: صحبني شابٌّ في الجاهليّة ونحن نريد الحيرة، فأنشدني هذه القصيدة لنفسه، وذكر أنَّه من ثعلبة بن عكابة، وصادف قدومه شكاةً من النُّعمان فلم يصل إليه. فيول نابغة بني ذبيان: ما أجدر ذلك أن يكون! ويقول الشيخ، كتب الله لو مثوبة المتقيّن، لنابغة بني جعدة: يا أبا ليلى، أنشدنا كلمتك التي على الشين التي تقول فيها:
ولقد أغدو بشربٍ أنفٍ، ... قبل أن يظهر في الأرض ربش
معنا زقٌّ إلى سهمةٍ، ... تسق الآكال من رطبٍ وهشّ
فنزلنا بمليعٍ مقفرٍ ... مسَّه طل من الدَّجن ورشّ
ولدينا قينةٌ مسمعةٌ ... ضخمة الأرداف من غير نفش
وإذا نحن بإجل نافرٍ، ... ونعامٍ خيطه مثل الحبش
فحملنا ماهنًا ينصفنا، ... فوق يعبوب من الخيل أجش
ثمّ قلنا: دونك الصَّيد به ... تدرك المحبوب منَّا وتعش
فأتانا بشبوبٍ ناشط ... وظليمٍ، ومعه أمُّ خشش
فاشتوينا من غريض طيّبٍ ... غير ممنونٍ، وأبنا بغبش
1 / 34