ولم تتكلم فالنتينا كثيرا بل تكلمت بضع دقائق، ثم أعطت الكلمة لزميلاتها عضوات الوفد، وبدأ الجميع يشترك في الحديث والمناقشة.
وفي اليوم الأخير من المؤتمر صدرت القرارات والبيان الختامي في ورقة وزعت علينا على النحو التالي:
إلى كل النساء وأمهات العالم
جئنا إلى هلسنكي مندوبات عن ملايين النساء من مختلف البلاد؛ لندرس دور المرأة في عالمنا الحاضر. كانت النساء في الماضي يهبن حياتهن لأعمال البيت اليومية، واليوم أصبحن يشاركن في كل ما يجري في العالم وفي كل ما يتعلق بمشاكل بلادهن، وأدركن أن حل هذه المشكلة يرتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق الاستقلال الوطني والحرية والسلام، كما يرتبط بحصولهن على حقوقهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإن النساء في كفاحهن من أجل التحرير ومن أجل المساواة بالرجل ومن أجل تحقيق حياة أفضل في الاستقلال. إننا نمثل بلادا مختلفة في سياساتها وتنتمي إلى مجتمعات ومعتقدات مختلفة، إلا أننا نتفق جميعا على أن العالم يواجه الآن خطرا يقتضي منا كل جهودنا وتضامننا.
إننا ندين الاستعمار العالمي والإمبريالية العالمية في حربها الوحشية ضد شعب فيتنام وفي لاوس وفي كوريا وفي الشرق الأوسط. إننا ندين إسرائيل ومن ورائها الإمبريالية العالمية في عدوانها على البلاد العربية. إن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني قد طردوا من وطنهم، إننا نؤيدهم في حقهم لمقاومة العدوان وحقهم في العودة إلى وطنهم. إننا نطالب بحقوق الشعب الفلسطيني التي أهدرت، ونؤيد بقوة كفاح الشعوب العربية المحتلة، ونطالب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة في 22 نوفمبر سنة 1967. إننا نؤيد كفاح الشعوب الأفريقية في حربها ضد الاستعمار القديم والجديد، ونؤيد كفاح شعب أنجولا وموزنبيق وغينيا البرتغالية ضد الاستعمار البرتغالي، ونؤيد كفاح شعب جنوب أفريقيا وروديسيا ضد نظم التفرقة العنصرية والفاشستية في بلديهما.
إننا نؤيد كفاح الشعب الكوبي ضد أي ضغوط اقتصادية وسياسية وعسكرية. وإننا نؤيد كفاح أي شعوب في العالم من أجل الاستقلال والحرية والسلام، ونؤيد شعب اليونان وإسبانيا والبرتغال وشعوب أمريكا اللاتينية ضد أي قوى فاشستية ديكتاتورية.
إننا نؤيد أي حركة تناضل من أجل القضاء على التفرقة العنصرية في أمريكا وفي أي مكان من العالم. إننا ندين الإمبريالية الأمريكية. إنها هي القوة وراء كل العدوان والحروب في العالم. إنها القوة المؤسسة للأحلاف العسكرية، وإن قواعدها تنتشر في العالم من جوانتانامو إلى قبرص، وفي آسيا وأفريقيا وأستراليا وأوروبا، إنها المسئولة الأساسية عن التسابق إلى التسلح الذي يبتلع ملايين الدولارات ويبتلع الإمكانيات البشرية الطائلة التي يحتاجها العالم أشد الاحتياج للقضاء على الجوع والمرض والفقر والجهل.
دعتني إحدى السيدات الفنلنديات لتناول العشاء في بيتها، وفي سيارتها الصغيرة تجولنا في شوارع هلسنكي النظيفة ومررنا بالغابات الخضراء والبحيرات الصافية كالماء المقطر ... ووصلنا أخيرا إلى بيتها الصغير وسط الشجر والماء، ومن الشرفة وقفت أتطلع، وهواء الليل كان باردا منعشا، وأشعة الليل تسقط على سطح البحيرة الساكن، أشعة بيضاء غريبة تختلط على العين فلا تكاد تعرف أشمسا كان أو قمرا هذا الذي يضيء الكون. لكنها الشمس المعلقة في السماء بالليل.
تجولت في أنحاء الشقة الفسيحة الغارقة في الصمت والهدوء. - تعيشين وحدك؟ - مع ابني. - وزوجك؟ - لم أتزوج.
وسكت لحظة ثم قلت: أهذا شيء عادي هنا؟ - نعم. - وابنك، ما نظرة المجتمع إليه؟ - كأي ابن آخر. إنه يحمل اسمي وهذا شرف له؛ لأني امرأة لي عمل ناجح. - ألا توجد عندكم مشكلة اسمها أطفال غير شرعيين؟ - نحن لا نعرف هذه التسمية، كل طفل يولد هو طفل شرعي. - ولماذا لم تتزوجي؟ - كنت أحبه وأريد أن أتزوجه ولكنه لم يرغب في الزواج مني. - ألم تقابلي رجلا يرغب في الزواج منك؟ - قابلت بعضا منهم، ولكني لم أحبهم. - كأنك لا توافقين على الزواج إلا بعد الحب؟ - هذا شيء طبيعي. - وهل تعيشين الحب الآن؟
Bilinmeyen sayfa