Richard Feynman: Bilimdeki Hayatı
ريتشارد فاينمان: حياته في العلم
Türler
غير أن فاينمان لم يتخل بسهولة عن شكوكه الحدسية، وفي بحثه الشهير عام 1949، بعنوان «نهج زمكاني لفهم الديناميكا الكهربائية الكمية»، الذي أوضح الأساليب البيانية والنتائج، أضاف حاشية أشار فيها إلى الحاجة لتجارب أكثر دقة على تحول لامب، حتى يعرف إن كان الإسهام الصغير الذي حسبه هو وآخرون حتى ذلك الوقت باعتباره ناجما عن تأثيرات استقطاب الفراغ حقيقيا أم لا.
وكان حقيقيا بالفعل.
الفصل العاشر
نظرة عابسة من وراء زجاج
لقد جاءت ماكيناتي من مكان بعيد بعيد.
ريتشارد فاينمان،
مخاطبا سيلفان شويبر، 1984
ربما يبدو رد فعل فاينمان المتردد تجاه ما توصل إليه من نتائج مثيرا للدهشة، غير أنه ليس كذلك، ولا هو فريد من نوعه. فالحلول الصحيحة في العلم لا تكون في جميع الأحوال بديهية وقت ظهورها. وعند العمل بأسلوب تجريبي، عند حافة المعرفة، ومع كثير من الانحرافات الخاطئة، والحارات المعتمة، والطرق المسدودة، من السهل عندئذ أن يتشكك المرء عندما يبدو أن الطبيعة تستجيب للعمليات الرياضية التي تخيلها وهو جالس على مكتبه. ومن ثم، فإن هذه ليست نهاية هذا الجزء من قصة فاينمان، على الأقل إذا أردنا أن نفهم تراثه العلمي الحقيقي. وإنما نحن في حاجة لبحث بعض الأحداث والشخصيات وتصاريف القدر التي تحكم التاريخ حقا؛ تلك النوعية من الأشياء التي كثيرا ما يتجنبها المرء عند محاولته تقديم شرح منطقي للمفاهيم العلمية بعد أن تظهر الحقيقة فعلا.
هناك شخصيتان هيمنتا على المناخ المحيط بفاينمان مباشرة وهو المناخ الذي طور فيه اكتشافاته وفهمها، وهما: جوليان شفينجر وفريمان دايسون. وقد التقينا من قبل بالفعل بجوليان شفينجر، الفتى المعجزة. مثل فاينمان، كان شفينجر مشدودا للسؤال الأساسي الأهم في الفيزياء النظرية في ذلك الحين: كيف نحول الديناميكا الكهربائية الكمية إلى نظرية متماسكة متسقة عن الطبيعة. ومثل فاينمان، كان شفينجر ممن أسهموا في المجهود الحربي، وكان لعمله وقتها تأثير بالغ أيضا على منهجه. فشفينجر، الذي عمل في معمل الإشعاع التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بدأ يتبع منهجا هندسيا معتمدا على الديناميكا الكهربائية التقليدية، مركزا اهتمامه على المصادر وردود الأفعال. ومثل فاينمان، كان مدفوعا بقوة بمنافسة بينه وبين نفسه في المقام الأول، ومع ما اعتقد أنه ينبغي أن يكون قادرا على فعله.
غير أن أوجه الشبه تتوقف عند هذا الحد. فمع أن شفينجر ينحدر أيضا من نيويورك، فإنه ترعرع في مانهاتن، وهو عالم آخر بعيد كل البعد عن لونج أيلاند، ولعله ليس باستطاعة أي فيزيائي أن يأتي من خلفية أكثر اختلافا من تلك. عينه رابي وهو في سن السابعة عشرة في جامعة كولومبيا لعبقريته وتألقه بعد أن ساعد في حل جدال نشب بين رابي وأحد زملائه في أحد أروقة الجامعة حول نقطة دقيقة في ميكانيكا الكم. وفي سن الحادية والعشرين، نال درجة الدكتوراه، وبعدها بثمانية أعوام صار أصغر أستاذ دائم في تاريخ جامعة هارفارد. كان يشع ثقة بالنفس وحسن تنظيم فائقين. ومع أن شفينجر كان يلقي محاضراته دائما بدون مذكرات، فإن كل شيء كان يبدو مرتبا في ذهنه، من الموضع الذي سيضع عنده الطباشير لأول مرة وحتى الموضع الذي سيترك فيه الطباشير السبورة، أو بالأحرى الموضعين؛ لأنه كان يكتب أحيانا بيديه الاثنتين. ربما كان تدفق أفكاره يبدو معقدا، وربما يقول كثيرون إنه كان أكثر تعقيدا مما ينبغي، لكنه كان مع ذلك دقيقا ومنطقيا وأنيقا إلى أقصى حد.
Bilinmeyen sayfa