============================================================
و أنشأها وقدرها كما أراد، فليس له شريك في الملك، وكل شيء (سواه عبد) (1) له مملوك، بدأنا منه بالنعم تفظضلا، وبالأيادي التي لاتحصى كرمأ وجودا، فله الحمد كما هو أهله، وكما ينبلي لكرم وجهه وعز جلاله، وإياه نستهدي ، وبه نستعين، وعليه نتوكل، وصلىالله على محمد نبيه ، وعلى آله وسلم (وبعد) (2) : فإني قد فهمت جميع ما سألت عنه، وقد أحببت قبل جوابي إياك عما سألت عنه أن أحثك (3) على حسن الالستماع، لتدرك به الفهم عن الله عز وجل في كل ما
دعاك إليه.
فقدم حسن الاستماع منك لم أجبتك به ، لعل الله عز وجل (4) أن ينفعك بفهم ما أجبتك عنه : من الرعاية لحقوق الله عز وجل (5) ، والقيام بها ، فإن الله تبارك وتعالى أخبرنا في كتابه : أنه ملم استمع كما يحب الله ويرضى، كان له فيما يستمع اليه ذكرى، يعني اتعاظا ، وإذا اسمى الله عز وجل (2) لأحد من خلقه شيئا فهو كما سمى، وهو واصل إليه كما ألحجبر.
قال الله، تبارك وتعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب)(7) فقيل في التفسير: له عقل " أو ألقى السمع وهو شهد" قال مجاهد : (8) شاهد بالقلب وهو] لا يحدث نفسه بشيء وليس بغائب.
فمن استمع إلى كتاب الله هز وجل، أو إلى حكمه، أو إلى علم، أو إلى موعظة وهو] لا يحدث نفسه بشيء اغير ما يستمع إليه، وقد أشهد قلبه ما يستمع إليه ، يريد الله تعالى بذلك، كان له فيه ذكرى، لأن الله تبارك اسمه (9) قال ذلك، وهو (1) ما بين الحاصرتين: سقط من ط.
(2) سقطت من ط وجاء مكانها : ثم إني على أثر ذلك.
(3) في ط: أحضك. (4 - 6) في 1: تعالى.
(7) سورة ق ، الآية: 36.
(8) هو : مجاهد بن جبر الامام أبو الحجاج المخزومي، مولاهم المكي، المقرىء ، المفسر ، الحافظ . مولى السائب بن أبي السائب المخزومي . كان أحد أوغية العلم ، روى عنه قتاده، والحكم بن عتيبة وعمرو ابن دينار وغيرهما. انظر : تذكرة الحفاظ، الذهبي 92/1، ترجمة رقم 83).
(9) في المخطوطة : تعالى إسمه.
28
Sayfa 27