============================================================
أشار إشارة عابرة في "آداب النفوس" إلى أن طيب اللقمة وحلها وتخليص النفس من شرورها ، وتصحيح مبادىء الأعمال وغاياتها ويجعل الكون كله سترا رقيقا ينظر السالك من خلاله إلى عالم الملكوت.
4 - أزمة نفسية؟!
اولع المتحدثون بتفسير الظواهر التي تبدو على السالكين إلى الله مخالفة لما عليه المجتمع من تقاليد بأنها " أزمة نفسية" .
أما أنها أزمة نفسية حسب المصطلح عليه في علم النفس النظري الحديث فلا .
و أما أنها أزمة صراع بين الروح والنفس تخضع على أثرها النفس لسلطان الوعي الروحي، وتثبت الروح كمال سيطرتها على النفس بإرغامها على ما لم تكن تألفه ، وما كانت تأنف منه ، فنعم، وألف نعم ولئن كان تفسير ما حدث للامام المحاسي من خروج على المألوف يفسر على أنه أزمة نفسية بالمعنى المتعارف عليه عند النظار في التحليل النفسي الحديث ، فإنا نتهم كل من يقولون بذلك بالبلاهة، أو بالعمل السري ضد المثل العليا للإسلام .
هل كان الصديق الأكبر رضي الله عنه على رأيهم مصابا بأزمة نفسية بالمصطلح الحديث وهو يجرد نفسه من ماله في سبيل الله، ويخلل ثوبه بأعواد وهو أمير للمؤمنين هل كان إمام العدل عمر رضي الله عنه مصابا بأزمة نفسية بالمصطلح الحديث وهو يلبس توبا فيه ثماني رقاع بين يديه ومن خلفه إحداها من آدم وهو يسير الجيوش، ويرهب الكفر، ويزحف بالرعب على تيجان الجبابرةا هل كان أستاذ جامعة السنة النبوية في صفة المسجد النبوي آبو هريرة مصابا بازمة نفسية وهو يعانق الغقر والعلم معا، ويحفظ للمسلمين ترانهم المجيد؟
Sayfa 17