أما بعد، فَإِنَّهُ جرى بِبَعْض هَذِه الْمجَالِس، الَّتِي نَجْعَلهَا لكلال الأحباب جماما، ولعلل المتلومين عَن الْعِلَل غماما، وَفِي أَوْقَات التَّذْكِير الَّتِي لَا تخلق، والْمنَّة لله، محن مَعَ السَّاعَات لبسكب، وسبيل إِلَى الْخَلَاص يركب، وَحِكْمَة يطارد شاردها، حَتَّى يلقى المقادة، ويمتاح مواردها حَتَّى تملأ مزاد السَّعَادَة، ذكر مَا يعتور الْإِنْسَان فِي هَذَا الْعَالم من القواطع المساجلة، والعوايق عَن آماله العاجلة والآجلة، ويحف بِهِ فِي هَذِه الأحلام من ضروب الآلام، ويناله من القسر فِي هَذَا الآسر، وَمَا الْحِيلَة فِي تسليس قيوده الثقال، وتوسعة محابسه الضيقة الاعتقال، إِلَى أَن تقع رَحْمَة الافتكاك والانتقال، وتوسعة الصدا بإدالة الصقال، وَيصِح الْمقَام من بعد الْمقَال. فوعدت من لَهُ عناية بِنَفسِهِ، وارتقاب لمطلع شمسه، من الْأَصْحَاب المتعلقين بأهداب النّظر، والمتشوقين إِلَى الْخَبَر من بعد الْخَبَر، والحرص على قطع هَذِه المرحلة الحلمية بِحَال السَّلامَة، وارتفاع عتاب وملامة، واستشعار جنَّة المكاره ولامه، أعلن فِي ذَلِك مقَالَة، تخْفض البث، وتعمل فِي طلب الْخَلَاص الْحَث، فتخف لأَجلهَا العلائق، وَيَأْخُذ بحظه مِنْهَا الْمُبْتَدِي والفايق، وَالله ولي الْهِدَايَة فِي كل سَبِيل، والوقاية من كل مرعى وبيل. وَلما تحصل الْوَعْد، وَقع فِي الاقتصاد الإلحاح والاستنجاز الصراح، وَلم يَقع الإعفا، وَلم يسع إِلَّا الوفا] .
[وتبث فِي صدر تأليفي الْمُسَمّى " بالوصول لحفظ الصِّحَّة فِي الْفُصُول "
الْحَمد لله الَّذِي فصل الْفُصُول بحركات الشَّمْس، وَجعل الْحس مَدِينَة لتِلْك النَّفس، واستخدم لَهُ فِيهَا حَرَكَة الْحَواس الْخمس، بَين السّمع وَالْبَصَر والشم والذوق واللمس. وَصلى الله على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، شرف النَّوْع وَالْجِنْس، بسعادة الْجِنّ وَالْإِنْس. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، الَّذين، أمنت حقائق فَضلهمْ
1 / 53