============================================================
فلما شربناها بأفواه كشفتا أضاءت لنامنها شموس وأقمار رفعنا حجاب الأنس بالأنس عنوة وجاءت إلينا بالبشائر أخبسار و غنا بها عسنا ونلنا مرادنسا ولم پبق منا بعد ذلك آثار وخاطبنا فى سكرنا عند محونا كريم قدير فائض الجود جبسار وكاشفنا حتى رآيناه جهرة بابصار فهم لا تواريه اسستار (قلت) هذا هو السماع الحقيقى وقد يجوز على غير هذا الوجه بشروط مذكورة فى تصانيف المشايخ السالكين العارفين ومن أحسنها تصنيفا وترتيبا وأتقنها تحقسيقا وتهذيبا كتاب عوارف المعارف للشيخ الجليل العالم الربانى شهاب الدين السهروردى رضى الله عنه وما أحسسن ما قاله الشيخ العارف أبو عثمان الحيرى رضى الله عنه السماع على ثلاثة أوجه فوجه منها للمريدين المبتديين يستدعون بذلك الأحوال الشريفة ويخشى عليهم الفتنة والمراءاة والثانى للصادقين يطلبون الزيادة في أحوالهم ويستمعون فى ذلك ما يوافق أوقاتهم والثالث لأهل الاستقامة من العارفين فهؤلاء لا يختارون على الله فيما يرد عليهم من الحركة والسكون يعنى لا يختارون لأنفسهم شيئا بل واقفون مع اختيار الله لهم رضى الله عنهم.
وهذا القسم الثالث هو الذى أشار إليه بعضهم حيث قال إنما يصح السماع لمن عالج نفسه بأنواع الرياضات وتزكية الصفات وفطم النفس عن المحظورات ونزه سرائره وقلبه عن السموم والآفات وتحققت له المعرفة بالأسماء والصفات وعند ذلك يحتمل أن يصح له أخذ السماع من المشاهدات.
(قلت) وكذلك لا يتغير أحد رجلين أحدهما يتوهم آن لى مشربا من مورد هؤلاء الذين ذكرت فوالله إنى فقير إلى ورود مشربهم والسله والله والله إنى لمحتاج إلى واحد منهم يقع على منه نظرة يكون فيها نفحة من نفحات الله تعالى والثانى يعرف فقرى من ذلك الحال ويتوهم أنى أدعيه بهذا الكلام الذى ذكرته عن هؤلاء الأقوام فليعلم أنى لا أدعى ذلك بل أعترف بالإفلاس والعدم وفى ذلك قلت فيما تقدم حين أمدح جواهر نفوس أهل العطاء والوصول وأنم فلوس إفلاس نفسى وأنادى عليها وأقول:
Sayfa 233