============================================================
الكبار فى جمع من الفقراء عازمين على أن يدخلوا عليه قريته فى السماع فأمر أهل قريته أن يخرجوا لقتالهم بالعيدان وخرج معهم فلما تقاربوا والقادمون فى حال السماع أخذه حال فصار يدور كما يدور أهل السماع الواجدون فتعجب أصحابه منه وكلموه فى ذلك فقال وعزة من له العزة ما درت حتى رأيت السماء دارت وأنشدوا: يرنحنى إليك الشوق حتى أميل من اليمين إلى الشمال كما مال المعاقر عاودته حميا الكأس حالا بعد حال ويأخذنى لذاكرك ارتياح كما نشط الأسير من العقال يعنى بالمعاقر الذى يشرب الخمر وروى أنه كان أحد الفقهاء الكبار ينكر على الشيخ الكبير العارف بالله تعالى محمد بن أبى بكر الحكمى اليمنى رضى الله تعالى عنه ونفعنا به فقال الشيخ محمد للفقيه المنكر يوما فى حال السماع يافقيه ارفع رأسك فرفع رأسه فرأى الملائكة تدور فى الهواء.
وروى أن الفقية الإمام العارف بالله رفيع المقام الورع المشكور السيد المشهور ذا الكرامات والمجد الأثيل أحمد بن موسى بن عجيل اليمنى الذى قيل فيه مثل أحمد ابن موسى فى الأولياء كمثل يحيي بن زكريا عليهما السلام فى الأنبياء لم يعص ولم يهم بمعصية رضى الله عنه ونفعنا به أنه سئل عن سماع الصوفية فقال إن أبحه فلست من أهله وأن أنكره فقد سمعه من هو خير منى (قلت) جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من جميع المعاصى وفى جواز الصغائر عليهم سهوا اختلاف بين العلماء رضى الله عنهم وعصمتهم المذكورة واجيه وأما الأولياء رضى الله عنهم فلا تجب عصمتهم بل يجوز أن يكونوا سمفوظين ويجوز ألا يحفظ أحد منهم ويجوز أن يحفظ بعضهم ولما كان ابن عجيل المذكور ومن صغره محفوظا شديد الخوف من الاجتهاد ملازما للزهد دقيق الورع مشهورا بهذه المذكورات وغيرها من المحاسن السنية شبه هذا فى جنسه وإذا شبه الأدنى فى جنسه بالأعلى فى جنسه فى وصف لم يكن الأدنى مساويا للأعلى ولا مقاربا له فى ذلك الوصف ولا يلزم أيضا من كون يحبى عليه السلام موصوفا بهذه الصفات من صغره أن يكون أفضل من جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين وقيل للشيخ الكبسير العارف بالله تعالى أبى الحسن بن الحسن ين سالم رضى الله عنه هل تنكر على أهل السماع شيئا فقال كيف أنكره وقد سمعه من هو خير منى
Sayfa 231