============================================================
المكاية السادسة والثمانون عن الشيخ ابى بكر الدقاق رضى الله عنه قال بقيت بمكة عشرين سنة وكنت أشتهى اللبن فغلبتنى نفسى فخرجت إلى عسفان فاستضفت حيا من أحياء العرب فوقعت عينى على جاريه حسناء أخذت بقلبى فقالت يا شيخ لو كنت صادقا لذهبت عنك شهوة اللبن فرجعت إلى مكة و طفت بالييت فرآيت فى منامى يوسف الصديق صلى الله عليه وسلم فقلت يانبى الله أقر الله عينك بسلامتك من زليخا فقسال لي يامبارك بل أنت أقر الله عينك بسلامتك من العسفانية ثم تلا يوسف ظة ولمن خاف مقام ربه جنتان بصوت رخيم وأنشدوا: وأنت إذا أرسلت طرفك راتدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر رايت الذى لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر وقال أحدهم لايمكن الخروج من النفس بالنفس، وإنما يمكن الخروج عن النفس بالله تعالى وقال استرح مع الله تعالى ولاتسترح عن الله فإن من استراح مع الله نجا ومن استراح عن الله هلك والاستراحة مع الله تسعالى تروح القلب بذكره والاستراحة عن الله تعالى مداومة الغقلة وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن على الترمذى الحكيم رضى الله عنه ذكر الله يرطب القلب ويلينه فإذا خلا عن الذكر أصابته حرارة النفس ونار الشهوات فيقسو وييبس وامتنعت الأعضاء من الطاعة فإذا مددتها انكسرت كالشجرة إذا يبست لاتصلح إلا للقطع وتصير وقودا للنار أعاذنا الله الكريم منها.
وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل رضى الله عنه العجب من يقطع الأودية والمفاوز والقفار ليصل إلى بيته وحرمه لأن فيه آثار أنبيائه كيف لايقطع نفسه وهواه حتى يصل إلى قلبه فإن فيه آثار مولاه.
وقال الشيخ أبو تراب التخشبي رضى الله تعالى عنه من شغل مشغولا بالله عن الله أدركه المقت فى الوقت أو كما قال نعوذ بوجه الله الكريم من مقته وعذابه الأليم.
Sayfa 110