[55_2]
حاك الجمال عذارا فوق وجنته ... غزالة الصبح في أشراكه وقعت
وفيه لبعضهم:
أضحى يقول عذاره ... هل فيكم من عاذر
الورد ضاع بخده ... وأنا عليه دائر
أصل هذه النكتة من مخترعات ابن تميم في الدولاب فانه قال:
أيا حسنها من روضة ضاع نشرها ... فنادت عليه في الرياض طيور
ودولابها كادت تعد ضلوعه ... لكثرة ما يبكى بها ويدور
ثم دارت هذه النكتة بعد ابن تميم بين جماعة من أهل الأدب وتسلسل دورها فممن قال فيه بدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي:
وروضة دولابها ... إلى الغصون قد شكا
من حين ضاع نشرها ... دار عليه وبكى
ومنهم الشيخ جمال الدين ابن نباتة بقوله:
وناعورة قسمت حسنها ... على واصف وعلى سامع
وقد ضاع نشر الصبا فاغتدت ... تدور وتبكى على الضائع
وفيه لبعضهم:
أبدى لنا الدولاب قولا معجبا ... لما رآنا قادمين إليه
إني من العجب العجاب كما ترى ... قلبي معي وأنا أدور عليه
وزاد الشيخ جمال الدين ابن نباتة على الدور نكتة أخرى فقال:
وناعورة قالت وقد ضاع قلبها ... وأضلعها كادت تعد من السقم
أدور على قلبي فإني فقدته ... وأما دموعي فهي تجري على جسمي
وهذا المعنى سبق إليه ابن تميم فقال:
قامت لنا بالعذر ناعورة ... أدمعها في غاية السكب
Sayfa 55