============================================================
أرسطو والكندى معا ؛ أوقديما سا كتا دائما، وهو مرفوض بداهة ومرفوض عند الفيلسوفين وإما أن يكون حادثا سا كنا دائما، وهو باطل بداهة أو حادثا تحرك بعد سكون ، وهو مرفوض عند الفيلسوفين، آو حادثا متحركا مع حدوثه ، وهذا هو اختيار الكندى . وكل من الفيلسوفين يذكر آدلته ، وادلة فيلوف العرب آثبت قدما من آدلة فيلسوف اليونان .
واذا كان جميع متكلمى الإسلام (1) قد حاربوا نظرية قدم العالم والزمان والحركة بأدلة نظرية عقلية وأدلة رياضية، فإن منهم كما تقدم - من أوجب فناه العالم أو على الأقل وقوف كل حركة فيه ، حتى ينتهى إلى السكون الدائم .
وكانوا فى ذلك حريصين على التوحيد بمعناه الذى تصوروه، وهو أن يكون الله وحده لاشىء معه قبل الخلق ولا يشاركه شىء فى القدم ، وأن يكون وحده لا شىء معه بعد زوال هذا العالم ، لكيلا يشاركه شىء فى البقاء السرمدى ، فإن الكندى يقول فى مواضع مختلفة من رسائله بأن لهذا العالم مدة مقسومة مقدرة، ولكنها غير معينة الكم . فوجود هذا العالم المخلوق متوقف على علته ، ومدة وجوده متوقفة على إرادة علته ، فالارادة الخالقة تستطيع أن تفنى العالم، فيعود لا شينا . كا أنها ابتدأته بعد أن لم يكن شيئا . وهذا الرأى أقرب إلى الاتفاق مع آخر ما وصل إليه العلم الحديث فى نظرته للعالم المادى، خصوصا علم الطبيعة الذى تكون على يدكبار علياء النسبية فى الفرن العشرين ، وهم الذين تتسع فلسفتهم ونظرتهم لهذا العالم المسادى للقول بالخلق والفناء كما تتسع للقول بنوع من المعرفة بهذا العالم غير المعرفة المأخوذة عن العلم الطبيعى .
مهما يكن من شىء فبن إثبات حدرث العالم هو أحد الاسس التى يقوم عليها اثبات وجود اله : أدلة وجود الله : إذا كان العالم حادثا ، له أول وبداية فى الزمان ، لانه متناه من كل وجه، فلا بد أن يكون له محدث ، وذلك طبقا لمبدا العلية العام ، وخصوصا لمبدا العلة الكافية من جهة ، وطبقا لمبدأ النضايف المنطق من جهة اخرى . يقول الكندى، (1) راجع ما قدم عند الكلام عن الكندى والمعترلة
Sayfa 103