Mutlu Gölgeler Dansı

Rihab Salah Din d. 1450 AH
92

Mutlu Gölgeler Dansı

رقصة الظلال السعيدة

Türler

قلت: «لم أسألها قط.»

قالت: «لا، وما كنت أنا لأسألها. ما كنت لأقول أي كلمة بشأن ملابس أمك لمادي، لكنني رأيت أنني يمكن أن أريها لك، ولم لا؟ انظري، لقد غسلنا وكوينا كل ما أمكننا غسله وكيه، أما ما لم نستطع فأرسلناه لمحل التنظيف. دفعت أجرة التنظيف من جيبي. ثم أصلحنا كل ما كان بحاجة منها للإصلاح. إنها جميعها بحالة جيدة. هل ترين؟»

ظللت أنظر وأنا مغلوبة على أمري بينما أخذت هي تعرض علي الملابس الداخلية التي كانت على السطح. أرتني أشياء جرى رفيها وإصلاحها بمهارة وجرى تجديد أشرطتها المطاطية. أرتني سروالا تحتيا قالت إنه كان باليا قبل ذلك. ثم أخرجت ملابس النوم، وروبا، وشالا ذا رباط يلبس للنوم. قالت: «هذا ما كانت ترتديه آخر مرة رأيتها. أظن ذلك، نعم.» ميزت في شجو هذا الشال الدراقي اللون الذي كنت قد أرسلته إليها بمناسبة عيد الميلاد. «كما ترين، تكاد تكون جديدة. كأنها لم تستعمل بتاتا.»

قلت: «نعم.»

قالت: «في أسفل الصندوق توجد فساتينها.» وراحت تجيل يديها في الأسفل خلال تلك الحرائر المزهرة والمزركشة - التي تزداد غرابة عاما بعد عام - التي كانت أمي تتمنى أن ترتديها. حتى الخالة آني كانت تبدي ترددا في ارتداء هذه الألوان الطاوسية الزاهية بعدما تخيلت نفسها فيها. سحبت بلوزة من الأسفل وقالت: «غسلت هذه غسيلا يدويا. تبدو كالجديدة. ثمة معطف معلق في الصوان، في حالة ممتازة؛ فهي لم ترتد معطفا قط، ارتدته فقط حين حجزت في المستشفى. ألن يكون مقاسك؟»

قلت: «لا.» كررت «لا» لأن الخالة آني كانت تتحرك بالفعل نحو الصوان، فأردفت: «لقد اشتريت مؤخرا واحدا جديدا. لدي عدة معاطف يا خالة آني!»

قالت الخالة آني بطريقتها لطيفة العناد: «ولم تشترين، بينما توجد أشياء بجودة الأشياء الجديدة تماما؟»

قلت: «أفضل أن أشتري.» أسفت فور شعوري بالفتور في صوتي. ومع ذلك أردفت قائلة: «حينما أحتاج شيئا، أذهب وأشتريه.» هذا الإيحاء بأنني لم أعد فقيرة جعل نظرة عتاب وتحفظ تعلو وجه خالتي. لكنها لم تقل شيئا. رحت أنظر إلى صورة كانت معلقة فوق المكتب للخالة آني والخالة لو وإخوانهما الكبار وأمهم وأبيهم. كانوا يحدقون في هم أيضا بوجوه رزينة علتها نظرة اتهامية محتجة، لأنني اجتزت الحالة المادية المتواضعة التي كانت تشكل العقبة الكئود في حياتهم. يجب أن يستخدم كل شيء، يستخدم إلى أن يبلى، ويدخر ويصلح ويصنع منه شيء جديد ليستخدم ثانية؛ كان لا بد أن تسمل الملابس. شعرت أنني جرحت مشاعر الخالة آني، والأكثر، أنني على الأرجح أكدت ما توقعته خالتي لو، لأنها كانت حساسة إزاء بعض المواقف الدنيوية التي كانت أعقد من أن تهتم بها الخالة آني، وربما قالت إنني لن أرغب في ملابس أمي.

قالت الخالة آني: «لقد رحلت بأسرع مما توقع أي أحد.» استدرت مندهشة. فأضافت: «أمك.» تساءلت عما إذا كانت الملابس هي الشيء الأهم الباقي، لعل الملابس كانت مجرد مقدمة للحديث عن موت أمي، وهو أمر ربما شعرت الخالة آني أنه جزء ضروري من زيارتنا. أما الخالة لو فستشعر شعورا مختلفا؛ فهي لديها كره نابع من الخرافات لبعض طقوس التأثر بتذكر الموتى، وحديث كهذا لم يكن ليجري قط في وجودها.

قالت الخالة آني: «بعد شهرين من دخولها المستشفى. رحلت بعد شهرين.» رأيتها تبكي ذاهلة، كعادة كبار السن، بدموع زهيدة بائسة. ثم سحبت من ثوبها منديلا ومسحت وجهها.

Bilinmeyen sayfa