قالت آلما في حدة: «ألا تزالين تعتقدين أن هذا هراء؟»
قلت إنني لا أدري. «هل أنت بخير؟» «بخير.»
قالت ماما إننا سنشعر جميعا بتحسن إذا نزلنا إلى الدور السفلي وتناولنا فنجانا من الشاي وبعض الطعام، بدلا من حبس أنفسنا في حجرة النوم الضيقة هذه. كان الوقت يقترب من موعد العشاء على أية حال. فنزل ثلاثتنا، وكنت لا أزال مرتدية الروب، وراحت ماما وآلما تعدان وجبة من تلك النوعية التي يمكن أن تأكلها كي تقيم أودك عندما يدخل مرض ما المنزل ولا يسعك أن تتذمر كثيرا بشأن الطعام؛ شطائر اللحم البارد مع أطباق صغيرة من مختلف أنواع المخلل وشرائح من الجبن وفطائر مربعة محشوة بالبلح. قالت لي ماما: «دخني سيجارة إن شئت.» هذه أول مرة تقول لي ذلك في حياتها. ففعلت، وكذلك فعلت آلما. قالت آلما: «جلبت بعض المهدئات معي في حقيبة يدي، إنها ليست من النوع القوي المفعول ويمكنك أن تتناولي حبة أو اثنتين.» قلت: لا، شكرا، ليس الآن على أية حال. قلت إنه يبدو أنني لست بحاجة بعد لتناولها. «هو يذهب إلى فلوريدا كل سنة، صحيح؟»
قلت: «نعم.» «حسنا، أظن أن ما حدث هو أنه التقى هذه المرأة من قبل - قد تكون أرملة أو مطلقة أو أيا ما كانت - وأنهما كانا يتراسلان ويخططان لهذا طوال الوقت.»
قالت ماما إن من الصعب أن نظن هذا بكلير. «أنا فقط أقول لكما كيف يبدو الأمر لي. وأراهن أنها صديقة لشقيقته. أخته دبرت كل شيء. كانا حاضرين في الحفل، الشقيقة وزوجها. لم تكن على وفاق معك قط يا هيلين، أذكر أنك قلت لي ذلك.» «كنت بالكاد أعرفها.»
قالت ماما: «هيلين لويس، قلت لي إنكما تنتظران فقط موت السيدة العجوز، ألم يكن هذا ما قاله لك؟ كلير؟»
قالت آلما بانفعال: «يستخدم السيدة العجوز كعذر له.»
قالت ماما: «أوه، لا أظنه يفعل. من الصعب استيعاب ذلك ... كلير!»
قالت آلما: «الرجال دوما لا يتوانون عن نيل ما يمكنهم نيله.» مرت برهة من الصمت، نظرت فيها الاثنتان إلي. لم أستطع أن أخبرهما أي شيء. لم أستطع أن أخبرهما بما كنت أفكر فيه، بشأن ما دار في آخر ليلة سبت قضيناها في الدور العلوي بمنزله، قبل أن يسافر، كان عاريا كما ولدته أمه، راح يجذب شعري ويمرره فوق وجهه وخلال أسنانه ويتظاهر بأنه سيمزقه. لم أكن أستحسن لعاب أي شخص على شعري لكنني تركته يفعل ما يفعل، لكن حذرته من أن يمزقه وإلا فسيدفع لي ثمن ذهابي إلى مصفف الشعر لتسويته. في تلك الليلة لم يتصرف كشخص ينوي أن ينهي العلاقة ويتزوج.
مضت ماما وآلما تتحدثان وتخمنان بينما بدأ النعاس يتملك مني أكثر فأكثر. سمعت آلما تقول: «كان من الممكن أن يحدث ما هو أسوأ. لقد عشت جحيما لأربع سنوات.» فقالت ماما: «لطالما كان طيب الروح وكان مولعا بتلك الفتاة.» تعجبت كيف لي أن أكون نعسانة إلى هذا الحد، في هذا الوقت المبكر من المساء وبعد ما نلته من قيلولة بعد الظهر. قالت آلما: «جيد جدا أنك نعسانة، إنه أسلوب الطبيعة. أسلوب الطبيعة مثل المخدر تماما.» تعاونتا على إيصالي إلى فراشي في الدور العلوي ولم أسمعهما تنزلان إلى الدور السفلي. •••
Bilinmeyen sayfa