تناولوا في الإفطار عصير جريب فروت، الذي لم يتذكروا أنهم تذوقوه من قبل، ورقائق الذرة والتوست والمربى. راقبت باتريشيا جورج وآيرين ثم أخبرتهما في حدة: قولا رجاء! قولا شكرا! قالت للسيد والسيدة ماكجي: يا له من جو بارد اليوم! لن يكون من المدهش أن تتساقط الثلوج اليوم، أليس كذلك؟
لكنهما لم يجيبا عليها. كان وجه السيدة ماكجي متجهما. بعد الإفطار قالت: لا تنهضوا يا أطفال، أعيروني السمع، إن شقيقكم الأصغر ...
شرعت آيرين في البكاء ودفع هذا جورج إلى البكاء أيضا؛ قال لباتريشيا وهو ينتحب، وعلى نحو منتصر: لقد مات! لقد مات! لم تجب باتريشيا. قال جورج في نحيب: «هي المذنبة!» فقالت السيدة ماكجي: أوه، كلا، أوه، كلا! لكن باتريشيا جلست في هدوء، بوجه حذر ومهذب، لم تنبس ببنت شفة حتى هدأ البكاء قليلا ونهضت السيدة ماكجي وهي تتنهد وبدأت في تنظيف الطاولة، ثم أبدت باتريشيا رغبتها في مساعدتها في غسل الصحون.
اصطحبتهم السيدة ماكجي إلى وسط المدينة لتشتري لهم أحذية جديدة من أجل الجنازة، لن تذهب باتريشيا إلى الجنازة لأن ليونا قالت إنها لا ترغب في رؤيتها ثانية طيلة حياتها، لكنها ستحصل على حذاء جديد أيضا؛ سيبدو الأمر فظا إن لم يشتر لها آل ماكجي حذاء. أخذتهم السيدة ماكجي إلى المتجر وجعلتهم يجلسون وشرحت الموقف للرجل الذي يملك المتجر؛ وقفا معا يومئان برأسيهما ويهمسان في جدية، طلب منهم الرجل أن يخلعوا أحذيتهم وجواربهم؛ فخلع جورج وآيرين أحذيتهما وجواربهما وبدت أقدامهما، بأظافر سوداء شديدة القذارة. همست باتريشيا إلى السيدة ماكجي لتخبرها بأنها تود الذهاب إلى الحمام، فأخبرتها السيدة ماكجي أنه في نهاية المتجر، فاتجهت إلى هناك وخلعت حذاءها وجوربها، ونظفت قدمها قدر استطاعتها بالمياه الباردة والمناشف الورقية، وعندما عادت، سمعت السيدة ماكجي وهي تقول بصوت خافت لصاحب المتجر: كان عليك أن ترى الملاءات التي ناموا عليها. مرت باتريشيا من جانبهما ولم تتظاهر بأنها سمعتهما.
حصل آيرين وجورج على حذاءين خفيضين برباط، في حين حصلت باتريشيا على حذاء من اختيارها، بشريط. نظرت إلى حذائها في المرآة المنخفضة، وسارت جيئة وذهابا وهي تنظر إليه حتى قالت السيدة ماكجي: يا باتريشيا لا يهم الحذاء الآن! قالت لصاحب المتجر بنفس الصوت الخافت أثناء خروجهم: هل تصدق هذا؟
بعد انتهاء الجنازة، عادوا إلى المنزل. كانت النساء قد نظفن المنزل ونحين جميع متعلقات بيني جانبا. أصاب الأب الإعياء نتيجة لتناول الكثير من الجعة في السقيفة الخلفية بعد الجنازة ومكث بعيدا عن المنزل. أما الأم، فقد وضعت بالفراش، مكثت بالفراش ثلاثة أيام واعتنت شقيقة الأب بالمنزل.
أخبرتهم ليونا بألا يسمحوا لباتريشيا بالاقتراب من حجرتها. صاحت: لا تدعوها تقترب من هنا، لا أريد أن أراها، لن أنسى ولدي الصغير. لكن باتريشيا لم تحاول الصعود إلى الطابق العلوي، لم تكترث بأي من ذلك؛ فكانت تتصفح المجلات السينمائية وتعقص شعرها بقطع القماش، وإذا بكى أحد، لم تكن تهتم؛ شعرت في داخلها وكأن شيئا لم يحدث.
حضر الرجل الذي كان يعمل مديرا لفرقة ميتلاند فالي إنترتينرز لمقابلة ليونا، أخبرها أنهم يعدون برنامجا لحفل موسيقي وراقص ضخم بروكلاند، ويريدون أن تغني باتريشيا به، إن لم يكن الأمر متعجلا للغاية بعد كل ما حدث. قالت ليونا إنه يتعين عليها التفكير في الأمر. نهضت من الفراش وذهبت إلى الطابق السفلي، كانت باتريشيا تجلس على الأريكة تتصفح إحدى مجلاتها، أبقت رأسها منخفضا.
قالت ليونا: إن شعرك يبدو جميلا، أرى أنك كنت تصففينه بنفسك، أحضري لي الفرشاة والمشط!
قالت لأخت زوجها: أليست هذه هي الحياة؟ إنها لا تتوقف أبدا.
Bilinmeyen sayfa