لم أنو تركها وشأنها. قلت: «هل أحبك أكثر من خطيبته؟ هل كان الأمر كذلك؟ هل أحبك أكثر؟»
أجابت: «كلا، لن أقول إنه أحبني.» ظننت - مع اشتداد النبرة التهكمية في صوتها - أنها بدأت تثمل. ثم قالت: «أحب أمي والأطفال أيضا لكنه لم يحبني. يحبني! ما هذا الذي تقوله؟» «حسنا، ألم يكن يخرج معك ...» «كان يتسكع معي فترة الصيف فحسب. هذا ما يفعله أولئك الشبان من منطقة الشاطئ على الدوام. يأتون إلى هنا إلى الحفلات الراقصة ويصادقون فتاة يتسكعون معها لفترة الصيف. يفعلون هذا دائما.»
ثم أضافت: «أما كيف عرفت أنه لا يحبني، فقد أخبرني أنني أتذمر دائما. إذ عليك التعامل بامتنان مع أولئك الشبان، كما تعلم، وإلا فسيخبرونك أنك تتذمر.»
تملكني قليل من الفزع لأنني جعلتها تفصح عن كل هذه الأمور. قلت: «هل أحببته؟» «آه، بالطبع! يجدر بي هذا، أليس كذلك؟ يجدر بي أن أجثو على ركبتي وأشكره. هذا ما تفعله أمي. فقد ابتاع لها فيلا عتيقا ملطخا ورخيصا ...»
قلت: «هل كان ذاك الشاب هو العلاقة الأولى؟» «العلاقة الأولى الجادة. أهذا ما تعنيه؟»
لم يكن ذلك ما أعنيه. سألتها: «كم عمرك؟»
فكرت وقالت: «سبعة عشر عاما تقريبا. لكني أبدو في الثامنة أو التاسعة عشرة، وأستطيع دخول الحانات، فعلت ذلك مرة.» «في أية مرحلة دراسية تدرسين؟»
تأملتني، متعجبة بعض الشيء. «هل ظننت حقا أنني ما زلت أرتاد المدرسة؟ لقد تركتها منذ عامين. أعمل بوظيفة الآن في مصنع القفازات بالبلدة.» «لا بد أن هذا مخالف للقانون. أعني عندما تركت الدراسة.» «لا، بمقدورك الحصول على تصريح إذا كان أبوك ميتا أو شيئا من هذا القبيل.»
قلت: «ماذا تفعلين في مصنع القفازات؟» «أدير ماكينة، ماكينة تشبه ماكينة الحياكة. سأحصل على أعمال بالقطعة عما قريب. سأجني المزيد من المال.» «هل تحبين عملك؟» «لن أقول إني أعشقه، لكنه مجرد وظيفة ... أنت تطرح الكثير من الأسئلة.» «هل تمانعين في ذلك؟»
عاد صوتها فاترا وخافتا وقالت: «لست مضطرة للإجابة عن تساؤلاتك، إلا إذا أردت ذلك.» رفعت تنورتها وبسطتها فوق يدها قائلة: «يوجد نبتات شائكة بتنورتي.» ثم انحنت وأخذت تنزعها واحدة تلو الأخرى وهي تكرر: «يوجد نبتات شائكة في ثوبي. إنه ثوبي الأنيق. هل ستترك أثرا؟ إذا جذبتها جميعا - ببطء - فلن أنزع أية خيوط من الثوب.»
Bilinmeyen sayfa