Orta Çağlarda Müslüman Seyyahlar
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
Türler
ومما يؤسف له أننا لا نستطيع أن نحدد مقدار ما أفاده ياقوت من رحلاته تحديدا دقيقا. فإنه نقل في معجمه عن كثير من الجغرافيين والرحالة والمؤرخين، ولم يعين الأقاليم التي زارها بنفسه وكتب عنها مشاهداته الخاصة؛ مع أنه كان من أكثر العلماء طوافا في عصره، ومن أشدهم عناية بالتاريخ الطبيعي ومظاهر الثقافة الشاملة، ومن أبعدهم عن الأخذ بالخرافات والأساطير. وقد عني أحد المستشرقين “Heer”
في نهاية القرن الماضي بدراسة معجم البلدان، وأخرج بحثا في المراجع التاريخية والجغرافية التي اعتمدها ياقوت لتصنيف هذا المعجم. ولكن أحدا لم يستطع حتى الآن أن يبين الخاص وآثار أسفاره وتجاربه في هذه الموسوعة الجغرافية الجليلة الشأن. •••
ومهما يكن من شيء فقد امتاز ياقوت عن كثير من مؤلفي العرب بملكة النقد التي كانت تتجلى في روايته بعض الأساطير الذائعة في عصره، وفي حكمه على بعض الأساطير والتعليل لها. من ذلك ما لاحظه الدكتور حسين فوزي في كتابه «حديث السندباد القديم» (ص123). فقد كتب ياقوت في مادة (جاسك) من «معجم البلدان»:
جاسك بفتح السين المهملة وآخره كاف. جزيرة كبيرة بين جزيرة قيس هي المعروفة بكيش وعمان قبالة مدينة هرمز. بينها وبين قيس ثلاثة أيام وفيها مساكن وعمارات يسكنها جند ملك جزيرة قيس. وهم رجال أجلاء أكفاء لهم صبر وخبرة بالحرب في البحر وعلاج للسفن والمراكب ليس لغيرهم. وسمعت غير واحد من جزيرة قيس يقول: أهدى إلي بعض الملوك جواري من الهند في مراكب فرفأت تلك المراكب إلى هذه الجزيرة فخرجت الجواري يتفسحن، فاختطفهن الجن وافترشهن فولدن هؤلاء الذين بها.
وطبيعي أن يروي ياقوت هذا الحديث المتداول بين أهل زمانه، ولكنه يحرص على أن يشعرنا بأنه أسطورة وعلى أن ينسبه إلى قائليه، فينص على أنه سمعه من «غير واحد من جزيرة قيس» كما يحرص بعد هذا كله على محاولة تفسيره فيضيف:
يقولون هذا لما يروى فيهم من الجلد الذي يعجز عنه غيرهم، ولقد حدثت أن الرجل منهم يسبح في البحر أياما، وأنه يجالد بالسيف وهو يسبح مجالدة من هو على الأرض.
عبد اللطيف البغدادي
ولد عبد اللطيف بن يوسف في بغداد سنة 557ه/1162م، ودرس الطب والفلسفة وعلوم اللغة. وتنقل بين مصر والشام والعراق. واتصل بصلاح الدين وغيره من الأمراء الأيوبيين. واجتمع بأعلام الأساتذة ولم يكن «يأخذ بقلبه ويملأ عينه» إلا النفر القليل منهم. وقد لقي الفاضل في معسكر صلاح الدين بظاهر مدينة عكاء. وزوده القاضي الفاضل بكتاب توصية إلى وكيله في مصر، وهو ابن سناء الملك. ولكن عبد اللطيف لم يلبث أن غادر مصر ورحل إلى القدس للقاء صلاح الدين، ثم يمم شطر دمشق. وقدم مصر ثانية بعد وفاة صلاح الدين واشتغل بالتدريس في الأزهر، وشاهد الغلاء الفاحش والقحط والوباء والشدة العظمى التي ألمت بوادي النيل فيما بين سنتي 595-598ه/ 1198-1201م.
وأهم ما وصل إلينا من مؤلفات عبد اللطيف البغدادي كتاب «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعانية بأرض مصر». وهو وصف رحلته إلى وادي النيل في نهاية القرن السادس الهجري. وقد ذاعت شهرة هذه الرحلة، وترجمت إلى بضع لغات أوروبية. والحق أنها تمتاز - على اختصارها - بدقة الوصف، وذكر مختلف الشئون العمرانية والاجتماعية، فضلا عن الاتجاه العلمي المنتظر من طبيب مثل البغدادي، والذي يتجلى في كلامه على خواص مصر العامة، وعلى ما تختص به من النبات والحيوان، وعلى ما فيها من الآثار القديمة مثل الأهرام وأبي الهول والمسلات، والمعابد في مصر العليا، ومنارة الإسكندرية وعمود السواري.
رسم سفينة عربية في مخطوط من القرن السابع الهجري (13م). (عن فييت).
Bilinmeyen sayfa