Orta Çağlarda Müslüman Seyyahlar
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
Türler
ولما فرغ سلام الترجمان ورفقاؤه من مشاهدة السور رجعوا إلى سر من رأى مارين بخراسان. وكان غيابهم في هذه الرحلة ثمانية عشر شهرا.
وقد ذكر المستشرق الفرنسي كرادي فو
Carra de Vaux
أن من المحتمل أن هذه الرحلة كانت إلى الحصون الواقعة في جبال القوقاز، وعلى مقربة من دربند (أو باب الأبواب)، في إقليم داغستان غربي بحر قزوين. ومهما يكن من الأمر فإننا لا نعرف عنها إلا بعض المقتطفات في كتب التاريخ والجغرافية، ولا سيما «نزهة المشتاق» للإدريسي و«معجم البلدان» لياقوت. •••
ومن غريب ما نقله أبو حامد الأندلسي في كتاب «العجائب» عن سلام الترجمان أنه قال:
وأقمت عند ملك الخزر أياما، ورأيت أنهم اصطادوا سمكة عظيمة جدا وجذبوها الجبال، فانفتح أذن السمكة وخرجت منها جارية بيضاء حمراء طويلة الشعر حسنة الصورة، فأخرجوها إلى البر وهي تضرب وجهها وتنتف شعرها وتصيح، وقد خلق الله تعالى في وسطها غشاء كالثوب الصفيق من سرتها إلى ركبتها كأنه إزار مشدود على وسطها، فأمسكوها حتى ماتت.
وقد تساءل الدكتور حسين فوزي في كتابه «حديث السندباد القديم» (ص135) عن تفسير ما رأى سلام الترجمان عند ملك الخزر، وكتب في ذلك: «أيكون الملك قد عرض على خليفة المسلمين منظرا تمثيليا من نوع «البانتوميم» احتفاء به واحتفالا بقدومه، وفهمه هذا الساذج على أنه حقيقة؟ أو أن ملك الخزر كان ماجنا مهزارا لا يرى عيبا أن يسخر من ضيفه فيدخل عليه منظر الغانية التي تخرج من أذن سمكة عظيمة جدا، فيبتلع (أي: فيصدق) سلام المنظر والغانية والسمكة الكبيرة؟» وعندنا أن من المحتمل أيضا أن يكون سلام الترجمان سمع من بعض العامة في بلاد الخزر حديث تلك السمكة، فعلقت بذهنه ونسبها إلى مشاهداته الخاصة.
ابن وهب القرشي
كان ابن وهب من ذوي الثروة والجاه في العراق ومن ولد هبار بن الأسود. وتذكر بعض المصادر التاريخية أنه قام برحلة إلى الصين نحو سنة (256ه/870م)، فترك مدينة البصرة عندما خربها الزنج وخرج من ميناء سيراف على بعض مراكب هندية. وساح طويلا في ممالك الهند، إلى أن انتهى إلى مدينة خانفو (كنتون) بمملكة الصين. ثم تقدم إلى مدينة خمدان عاصمة تلك المملكة، وتقع هذه المدينة على مقدار شهرين من خانفو. والتمس ابن وهب مواجهة الإمبراطور؛ ولكنه لم يفلح إلا بعد انتظار طويل، وبعد أن أرسل الإمبراطور إلى حاكم خانفو يأمره بالبحث عن حقيقة ابن وهب، والاستفسار من التجار العرب عما يدعيه من قرابته لنبي المسلمين. فلما كتب الحاكم بصحة نسبه أكرم الإمبراطور مثواه وأذن له في الوصول إليه وناقشه في الدين والسياسة؛ ثم عرض عليه صور بعض الأنبياء، مثل نوح في السفينة، وموسى وبني إسرائيل، وعيسى على حماره والحواريون معه، ثم محمد على جمل وأصحابه محدقون به.
1
Bilinmeyen sayfa