المسألة الخامسة (في أنه تعالى لا يكلف العبد ما لايطيق)
وقلنا بأن الله ليس مكلفا .... لما لايطيق العبد من فادح الأمر
ألم ينف تكليف العسير؟ ألم يرد .... يسيرا بنا؟ ما إن أراد سوى اليسر
مذهبنا أن الله تعالى عدل حكيم فلا يكلف عباده مالا يطيقون، قال بعض أصحابنا: وقد ألزمنا المجبرة على قولهم بإيجاب القدرة وخلق الأفعال، وعدم القبح العقلي: أن يكون الله تعالى قد كلف عباده مالا يطيقون، وكانت المجبرة لا تلتزمه حتى صرح أبو الحسن الأشعري بجوازه على الله تعالى بناء على قياس مذهبهم.
والدليل على ما ذهبنا إليه: أن تكليف مالا يطاق قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح، ألا ترى أنه يقبح من الواحد منا أن يأمر الأعمى بنقط المصحف نقطا صحيحا، وأن يأمر المقعد بالجري مع الخيل العربية، وهذا معلوم قبحه ضرورة ولم يقبح ذلك إلا لأنه يكون تكليف مالا يطاق.
Sayfa 32