المسألة الرابعة (في أنه تعالى لم يأمر بالمعاصي ولم يقض بها)
ولم نعتقد أن المعاصي(1) بأمره .... قضاها تعالى الله عن ذلك الأمر(2)
وإن كان في القرآن شيء فإنه .... يؤول إلى التأويل عند أولي الذكر
القضاء له معان خمسة: أحدها الخلق، قال الله: {فقضاهن سبع سماوات}[فصلت:12] أي خلقهن وأتمهن.
ثانيها: الأمر والإلزام، قال الله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه}[الإسراء:23]معناه: أمر وألزم.
وثالثها: الإخبار والإعلام، قال الله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن...}الآية[الإسراء:4]أي أعلمنا وأخبرنا.
ورابعها: بمعنى الفراغ من الشيء، قال الله تعالى: {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}[يوسف:41]، وقال تعالى: {فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}[لأحقاف:29]يعني لما فرغ من ذلك.
وخامسها: بمعنى الحكم، قال الله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}[يونس:93].
والقدر له ثلاثة معان: أحدها: بمعنى الخلق، قال تعالى: {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين}[فصلت:10]أي خلق. وثانيها: بمعنى العلم، قال تعالى: {فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين}[النمل:57]أي علمنا ذلك. وثالثها: بمعنى الكتابة، قال العجاج:
واعلم بأن ذا الخلال قد قدر
في الصحف الأولى التي كان سطر
أي قد كتب.
Sayfa 31